«سياسيون»: تصريحات «هلال» بتولى «مدنى» السلطة نابعة من قربه لمواقع صناعة القرار

حلل الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، أستاذ السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، تصريحات الدكتور على الدين هلال، أمين إعلام الحزب الوطنى، التى قال فيها إن مصر ستشهد تداولاً سلمياً للسلطة، وأن من يلى «مبارك» سيكون شخصاً مدنياً، بأنها رؤية نابعة من شخص قريب من مواقع صنع القرار، وأنه لن يُسمح له مطلقاً أن يجتهد لإصدار مثل هذه التصريحات المدروسة والمتفق عليها مسبقاً مع كوادر النظام،
وقال إنه وبالقياس على ما حدث عندما طالبت المعارضة وجموع الشعب بضرورة إجراء تعديلات دستورية، تعمد الرئيس مبارك أن يُظهر المشهد وكأنه لا يمكن بأي حال أن تتم هذه التعديلات، وأن من ينشد هذه التعديلات هم أشخاص حالمون، إلا أنه فاجأ الجميع واعتمد التعديلات التى تتفق مع هواه، وما يحدث الآن هو تكرار لذات السيناريو، بتعمد النظام نشر حالة ضبابية فى الشارع المصرى، وأوساط المعارضة، تؤكد أن مبارك سوف يخوض الانتخابات لفترة رئاسية سادسة، وأن الحديث عن التداول السلمى هو أمر متفق عليه لتهدئة الأمور،
وقبل الموعد النهائى لغلق باب الترشيح، سوف يعتذر لاعتبارات صحية، وسوف يقدم الحزب الشخص المدنى الذى وعد به، وهو جمال مبارك، كل هذا سوف يتم فى الوقت الذى يغلق فيه الباب أمام المعارضة لاتخاذ أى ردة فعل، وبالتالى سوف تنتهى الأمور إلى سياسة الأمر الواقع.
وأكدت شاهندة مقلد، عضو حزب التجمع، رؤية «عبدالفتاح»، مؤكدة أنه لا أحد بات يعرف ماذا سيحدث فى مصر؟ وتابعت: مادام شخص فى موقع الدكتور على الدين هلال قال هذا، فهو يتحدث وفق معلومات لديه، لكنها عادت لتؤكد أن المعلومات التى يتحدث من خلالها لا تعنى بالضرورة أن تكون الظروف وتداعيات الموقف متفقة مع رغبة مبارك أو نظامه.
وقالت: «ما يحدث يفسر بشكل آخر الانطباع السائد لدى جموع المصريين بأن المرشح ما لم يكن مبارك الأب فهو مبارك الابن»، واستطردت: «أحد السائقين ألقى علىّ نكتة، مفادها أنه ما لم يكن المرشح الرئيس مبارك أو ابنه جمال، فسوف يترشحان ضد بعضهما، وأشارت إلى أن هذه الضبابية جعلتنا نترك كل قواعد السياسة وممارستها ونعيش على التنجيم.
وقال المستشار محمود الخضيرى، رئيس نادى قضاة الإسكندرية الأسبق، إن تصريحات «هلال» تعنى وصول الرسالة وترسخها لدى الرئيس مبارك، بأن نجله ليس له قبول شعبى، وأن ترشحه الآن فيه خطر على الاثنين، كما أن فشله قد يتسبب فى حدوث بلبلة عامة فى البلد، قد تضر مبارك نفسه، لذا فقد ارتأى أن ينتظر حتى تتهيأ الظروف ليتنازل له عن السلطة بعد استقرار الأوضاع، تحت أى صيغة كانت، علماً بأن التنازل الصحى هو التصور الأقرب.
أضاف الخضيرى أن تلميحات «هلال» بأن مصر ستشهد تداولاً سلمياً للسلطة وأن من يلى مبارك هو شخص مدنى، لا تقلل بأى حال من هيبة المؤسسة العسكرية، التى لم تعد تطمح إلى الحكم، وأشار إلى أن هذه التصريحات بمثابة بالونة اختبار، وكلها مشاهد احتمالية لجس نبض المصريين وامتصاص غضبهم تجاه فكرة التوريث المباشر.