سرحت طويلاً وأنا أقارن بين أوضاعنا وأوضاع سنغافورة!! فالزعيم «لى كوان يو» وتجربته لم يأخذا حظهما فى إعلامنا المقروء والمرئى!! هذا الرجل الذى درس الحقوق فى إنجلترا استطاع أن يحقق ما لم يستطع تحقيقه أى زعيم آخر فى العالم!! حوَّل سنغافورة تلك الجزيرة الصغيرة، ومساحتها 600 كيلومتر مربع، من مستعمرة بريطانية صغيرة بلا مستقبل إلى تاسع أغنى دولة فى العالم!! تولى رئاسة الوزراء عقب الاستقلال عام 1959 وعمره حينذاك 35 عاماً، وظل رئيساً للوزراء حتى 1990 ثم استقال.. وخلال العقود الثلاثة حقق المعجزة.. يكفى أن نذكر أن دخل الفرد عام 1960 كان 435 دولاراً سنوياً، وترك منصبه ودخل الفرد الواحد 22 ألف دولار سنوياً!! لقد وضع أفكاراً صنعت أمة عظيمة.. أولها الاختيار الجيد للقادة.. اختيار لا واسطة ولا محسوبية فيه.. اختار أفضل كوادر الخريجين فى جميع التخصصات.. إضافة إلى التقييم نفسياً وعملياً، وتحديد قدرة الشخص على التعامل مع المشاكل، وروح القيادة التى يتمتع بها، والديناميكية فى الأداء، وسرعة اتخاذ القرار، والتوافق البدنى والعقلى.. وكان على هؤلاء القادة المختارين التحلى بالحكمة والعقل فى اتخاذ القرارات، وشدة العزم والإرادة الحديدية للعمل الشاق المستمر.. «قارنوا بين اختياراتهم واختياراتنا»!!