أجمع عدد من الشخصيات الدبلوماسية المصرية والعامة، على أن الدبلوماسية المصرية فقدت أحد أهم وأبرز أعلامها ودبلوماسييها المحترفين، واصفين رحيله بأنه خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها. ووصف السفير محمد بسيونى، سفير مصر السابق بإسرائيل، الفقيد بأنه أحد الأقطاب الرئيسية للدبلوماسية المصرية، مؤكداً أنه كان ذا علم وفير، وذكر بسيونى أنه تعامل مع وزير الخارجية السابق لفترة طويلة عندما كان وزيراً، وكزميل فى مجلس الشورى، لافتاً إلى أن آخر مقابلة بينهما كانت يوم الأربعاء الماضى فى الصالون الثقافى للسفير السعودى بالقاهرة، وأنهما قضيا الليلة سوياً لتبادل الآراء فى عدد من القضايا. وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الدبلوماسية المصرية فقدت أحد أهم رموزها الذين كانوا يتمتعون بملكات دبلوماسية وشخصية قلما تجتمع فى شخص واحد منها المستوى الثقافى والدقة والحسم وإدارة الحوار وسرعة البديهة. وأضاف رخا أنه خلال عمله مع السفير أحمد ماهر عندما كان مديراً لمكتب وزير الخارجية بالإضافة إلى عمله فى إدارة التجمع الأوروبى - قبل تحولها إلى الاتحاد الأوروبى- تعلم منه الدقة فى رؤيته للأمور، وكيفية التدقيق فى المعلومات التى تصله قبل اتخاذ أى قرارات فيها. وأكد أن من أكثر السمات التى كان يتميز بها وزير الخارجية السابق قدرته على الوصول إلى صلب الموضوع فى ظرف دقيقة أو دقيقتين، مبتعداً عن الحشو والتفاصيل التى لا تخدم الموضوع الرئيسى، واصفاً إياه ب«الدبلوماسى المحترف»، ولفت إلى أنه كان يتميز بقدرة كبيرة على إدارة الحوار، مستدلاً بالمؤتمرات والندوات التى كان يعقدها المجلس المصرى للشؤون الخارجية ويترأسها ماهر، فكان يمنح كل متحدث وقتاً محدداً لا يخرج عنه، ويلخص أهم النقاط الواردة فى حديثه دون إخلال. أما مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، فقال إن وفاة أحمد ماهر تعتبر خسارة ضخمة للدبلوماسية المصرية ولا يمكن تعويضها، وأضاف أنه كان من خبراء صياغة القرارات الدولية وأن الحديث عن المدرسة الوطنية لا يكتمل دون ذكر أحمد ماهر الذى يعتبر من أوائل أقطابها. وأشار «مكرم» إلى نشاط أحمد ماهر فى حضور الندوات والفعاليات وجميع المؤتمرات الدولية والإقليمية، فضلاً عن دوره العظيم كسفير فى الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدةالأمريكية، كما أشاد السفير السابق إبراهيم يسرى بدور أحمد ماهر كوزير للخارجية، وقال إنه أدى واجبه باقتدار وكفاءة، وأضاف أن مصر خسرت مفكراً وكاتباً عظيماً. وأعربت السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان، عن حزنها الشديد لرحيل وزير الخارجية السابق، مؤكدة أنه كان دبلوماسياً من الدرجة الأولى، أبلى بلاء حسناً فى الخارجية المصرية، ووصفته بأنه كان دائم الابتسامة كان الأكثر تفاعلاً. وأضافت أنها كانت قد التقت بالراحل منذ يومين فى حفل غنائى لمطرب الأوبرا الإيطالى أندريا بوتشيلى فى الهرم وكان فى أحسن صحة وحال، مبتسماً فى وجه كل الحضور.