وضع الزئبقي محمد بركات، نقطة النهاية لمسيرة رائعة من البطولات والإنجازت، نال فيها حب واحترام جماهير الكرة المصرية والعربية، وذلك عندما أعلن قراره باعتزال لعب الكرة نهائيًا، رغم اعتراف عشاق وخبراء الساحر المستديرة بقدرته على البقاء وإسعاد محبيه بأدائه المميز ومهارته الفائقة. وبعد فترة من الجدل حول بقاء اللاعب وتجديده للأهلي، وأنباء عديدة حول رحيله للاحتراف في الخليج، جاء معشوق جماهير الفانلة الحمراء، ليضع حدًا للتكهنات، ويخطر مسؤولي ناديه برغبته في الاعتزال، رغم الجهود التي بذلت لإثنائه عن قراره، ليسدل الستار على مشواره الكروي، رافضًا الإعلان عن وجهته المقبلة، سواء للتدريب أو الإعلام. بدأ «بركات» الذي سيكمل عامه ال 37 في السابع من سبتمبر المقبل، مسيرته مع كرة القدم في صفوف نادي السكة الحديد، بدوري الدرجة الثانية حينما كان عمره 16 عامًا، وتألق معه بشدة ليلفت الأنظار نحوه ويسارع الإسماعيلي بضمه عام 1997، وفاز معه ببطولتي كأس مصر موسم «1999-2000»، والدوري موسم «2001-2002». وانهالت العروض على اللاعب الملقب ب«ملك الحركات»، بعد ظهوره المميز مع الإسماعيلي، خاصة من جانب الأهلي، لكن الفشل في إتمام الصفقة دفع اللاعب للرحيل إلى الخليج والاحترف في قطر مع العربي ثم الانتقال إلى السعودية للعب في صفوف أهلي جدة، وقاده للفوز ببطولة الأندية العربية عام 2003. ونال «بركات»، الذي يتمتع بالسرعة والمهارة والقدرة على التهديف، إعجاب البرتغالي مانويل جوزيه، الذي طالب بضرورة الحصول على خدماته، ونجح في ذلك عام 2004، ليبدأ مرحلة جديدة من التوهج الكروي، بعدما حصل على 4 بطولات لدوري أبطال أفريقيا و4 سوبر أفريقي و7 دوري ممتاز و2 كأس مصر و6 سوبر مصري. ويعتبر صانع المتعة محمد بركات، أول لاعب مصري يحصل على جائزة أحسن لاعب أفريقي في استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وأحسن لاعب محترف داخل القارة السمراء 2005. ولم يختلف الحال بالنسبة لبركات في مشاركاته مع المنتخب الوطني، حيث تألق معه، ودخل التشكيلة الرئيسية لمنتخب أفريقيا عقب بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 التي استضافتها مصر وفازت بلقبها، لكنه لم يشارك في بطولتي أفريقيا 2008 و2010 سواء للإصابة أو لأسباب فنية، لكنه عاد للمشاركة مع منتخب مصر أمام منتخب الجزائر في المبارة التي فازت بها مصر بنتيجة «2 -0»، في تصفيات كأس العالم 2010، ولم ينل فرصة اللحاق بمنتخب الفراعنة بعد تولي الأمريكي بوب برادلي مسؤولية الإدارة الفنية.