حتى يعرف القارئ بعض الحقائق فى مسلسل إهدار المليارات أوضح أن (منجم) فوسفات أبوطرطور يكاد يكون المنجم الوحيد فى العالم الذى ينتج من (تحت الأرض) وليس إنتاجًا سطحيًا.. وتكلفته بالتالى عالية.. إضافة إلى أن النوعية بها كثير من الشوائب وتحتوى على نسبة عالية من الحديد والماغنسيوم.. أما الفوسفات المستخرج فى الأردن وتونس والمغرب فهو مطابق للمواصفات العالمية، كما أن إنتاجه سطحى لا يكلف كثيرًا، وبالتالى فنحن لا نستطيع المنافسة بفوسفات أبوطرطور!. وقد ذكر الدكتور عاطف دردير، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق، وعضو المجالس القومية المتخصصة - وهو من أكبر المعارضين للمشروع - أن نتائج الدراسات الشاملة التى قام بها بيت خبرة أجنبى فى أوائل السبعينيات لم تدرس من قبلنا بعناية، وضُرِبَ بآراء الخبراء المعارضين عرض الحائط.. واندفع المسؤولون يحلمون فبدأوا بإنفاق المليارات على البنية الأساسية قبل التأكد من نتائج المشروع، مما رفع من تكلفته إلى حوالى أحد عشر مليار جنيه قبل استخراج طن فوسفات واحد صالح للمنافسة عالميًا!! ويظل السؤال كيف تحرك المسؤولون، ومن هو أكثرهم ذكاء؟.. وكيف نستفيد مما لدينا؟! حاتم فودة