غسان بن جدو مدير مكتب «الجزيرة» فى لبنان ل«المصرى اليوم»: لم أدخل غزة عن طريق «أنفاق رفح».. وأحترم سيادة مصر على أراضيها

(نحن فى لبنان نفعل كل شىء، ودخولى غزة وتسجيل حلقات من برنامجى «حوار مفتوح» كان تحدياً لشخص عنيد مثلى).. بهذه الكلمات عبر الإعلامى غسان بن جدو، مدير مكتب قناة الجزيرة فى لبنان، عن حرصه الشديد على التوجه لقطاع غزة خلال الفترة الأخيرة.
وأكد بن جدو، عبر مكالمة تليفونية مطولة مع «المصرى اليوم»، احترامه سيادة مصر على أراضيها، مشيراً إلى أنه لم يدخل إلى قطاع غزة عبر الأنفاق بين سيناء والقطاع، كما اتهمه البعض.
وقال: رسالتى الإعلامية تدفعنى إلى القيام بواجبى نحو مساندة شعب محاصر قاوم القصف الإسرائيلى ولم أفكر فى المرور إلى غزة إلا بالطريقة الشرعية التى تسمح بها السلطات المصرية.
لكن الإعلامى الشهير رفض الإفصاح عن طريقة الدخول، مؤكداً أن الأراضى اللبنانية كانت مسلكه إلى غزة، بعد أن وقف لأيام أمام معبر رفح على أمل «لقاء شعب غزة»، بحسب تعبيره.
وإلى نص المكالمة مع بن جدو:
■ اعتقد البعض أنك دخلت غزة عبر الأنفاق من رفح المصرية؟
هذا غير صحيح، وما رددته مجلة لبنانية بأننى دخلت غزة عن طريق البحر غير صحيح أيضاً. فى نهاية الأمر نحن صحفيون ولنا رغبة فى أداء مهمتنا ومثل هذه الأمور تتم فى بلاد كثيرة، على سبيل المثال هناك زملاء فى المهنة التقوا بأفراد من تنظيم القاعدة فى أفغانستان وباكستان، كل بطريقته التى لم يفصح عنها وإن كان هذا العمل يغضب المخابرات والسلطات المحلية والدولية.
■ ألم تتلق عرض مساعدة من بدو سيناء لدخول غزة عبر أحد الأنفاق؟
أنا دخلت غزة بطريقة لم تخطر ببال أحد، وإن كانت بشكل طبيعى، ومن داخل لبنان، حقاً نحن الإعلاميين نحقق أهدافنا بالوسيلة التى نراها ونقوم بأعمال قد تزعج السلطات أحياناً، وفى أمريكا يقوم بعض الصحفيين بالتسلل عبر الحدود المكسيكية لتتبع رحلة تجارة المخدرات، لكننى لم أتناول السلطات المصرية بشكل أو بآخر خلال وجودى على أراضيها أو فى عملى وهذا لا يعنى أننى لم أزر الأنفاق، فقد سجلت من داخلها لكن من رفح الفلسطينية وهذا مسموح به فى قطاع غزة.
■ متى ستفصح عن الطريقة التى دخلت بها إلى غزة؟
عندما أكشف للجميع عن الطريقة التى التقيت بها السيد حسن نصرالله فى لقائى به العام الماضى، عندئذ سأفصح عن الطريقة التى دخلت بها غزة، وفى لبنان نحن نفعل كل شىء.
■ ما تعليقك على من صرحوا بأنهم دخلوا غزة عن طريق الأنفاق من الجانب المصرى؟
كنت أتوقع من السلطات المصرية أن تغض الطرف عن الصحفى مجدى حسين الذى دخل غزة عن طريق الأنفاق، وقرر العودة عن طريق معبر رفح، خصوصاً أن النائب الكويتى وليد الطبطبائى صرح لاحقاً لجريدة «الحياة» بأنه دخل غزة وعاد منها عن طريق الأنفاق.
■ هل تعتقد أن المغامرة الصحفية تكلف الإنسان حياته أحياناً؟
أنا أفرق بين الشجاعة والانتحار، وبين التخطيط والتهور، ولا أقوم بعمل فوضوى ولا متهور، لكننى لست جباناً، وإن كنت عنيداً فى مساندة الحق، وخير مثال لذلك فى العام الماضى وأثناء تغطية مكتب الجزيرة بلبنان لأحداث مخيم نهر البارد، نجحنا فى نقل الحدث من موقعه على الهواء مباشرة وشنت حملة ضدى تشير لى بتناول الأمن القومى الداخلى اللبنانى، ولكن فى النهاية يبقى على الإعلامى أن يقوم بواجبه وعلى السلطات أن تصرح بما لديها.
■ يؤخذ على مقدمى برامج قناة الجزيرة أنهم فى حالة هجوم دائم على معظم الأنظمة العربية.. ما ردك على ذلك؟
ليست لدى مشكلة مع الأنظمة العربية، بمعنى أننى لست معارضاً لها، لكن أنا معارض لبعض المواقف وعندما شن العديد هجوماً على مصر أثناء الحرب على غزة لم أنخرط فى تلك الهجمة ولم أكن سلبياً لأنى أقدر الدور السيادى لمصر على أرضها، على الرغم من حرمانى من دخول غزة من خلال معبر رفح.
■ كيف تقرأ الموقف المصرى الآن من منع إعلاميى «الجزيرة» من دخول غزة؟
لا أخفى أننى سمعت وقرأت انتقادات وجهت للعاملين بقناة الجزيرة وهذا أمر طبيعى أن يحدث اختلاف بين وسيلة إعلامية وسلطات دولة أثناء فترة حرب، لكن ما إن وضعت الحرب أوزارها ظننت أن الأمر انتهى بل ربما أن المسألة تجاوزت الأشخاص، ولم أعتقد أن السلطات المصرية لديها مشكلة مع شخص غسان بن جدو لتمنعه من دخول غزة عبر أراضيها، خصوصاً أننا لم نطلب الدخول إلى تل أبيب ولم نلحق ضرراً بالأمن القومى المصرى.