تصلنى من الأحبة «إميلات» تثلج صدرى فى عز البرد وتدفئ قلبى، كما تصلنى من البعض «إميلات» تطلب منى أن أكتب كما يريد لأتحول من كاتبه المفضل (بالضاد) إلى كاتبه المفصل (بالصاد) وهذا غير معقول فى بلد يؤمن «بالحوريات» ولا يؤمن بالحريات، ويمتلك أول شبكة صرف صحى عرفها الإنسان (الخرابات) وآخر شبكة معلومات (التحريات) وحضارة سبعة آلاف سنة وخمسمائة جنيه غرامة.. لذلك تحارب الحكومة كل التيارات حتى التيار الكهربى، وتؤكد دائماً أنها تسلمت مصر على «المحارة».. بينما نغنى نحن ل«الليل» ولم يجرؤ أحد أن يغنى ل«الضلمة» احتراماً لرواد التنوير، ونشعر أن التغيير قادم فى أول يونيو والعساكر هتلبس صيفى.. وعندما تعرضت مصر إلى عاصفة ثلجية منذ أيام اختفت مؤسسات الدولة تحت البطاطين وعشنا فى فراغ سياسى مثل امرأة سافر زوجها للعمل فى الخليج، مما يؤكد أننا دولة صيفى تظهر فقط مع ظهور البطيخ وراحت الحكومة تؤكد أن الطفح موجود فى العالم كله بينما وقف المواطن العادى المؤمن بالبرنامج تحت منزله رافع بنطلونه حتى الركبة كما ينص الدستور و«يسلك» فى البنية التحتية ويبحث «بالسيخ» عن المائة مليار جنيه التى تم إنفاقها على الصرف الصحى، فنظراً لضخامة المبلغ انحشر فى المواسير. وهذا هو المشروع القومى الذى كنا نبحث عنه نجحت فيه الطبيعة حيث فشلت الحكومة وأصبحنا جميعاً رافعين البنطلون ونسلك فى اتجاه واحد ومن أجل هدف واحد، وبدلاً من أن يدلى المواطن بصوته راح يدلى بدلوه تحقيقاً لمبدأ المشاركة، والمشكلة أن البعض كان «يسلك» دون أن يرفع البنطلون بحجة أن الدستور اتعدل، ولم يعد هناك فرق بين الرشح والترشيح، وبذلك لم تعد المشكلة تحتاج إلى «سباك» بل إلى فقيه دستورى ليدلنا هل نرفع البنطلون أثناء التسليك أم نتركه.. بالأمطار فضحت السماء فساد أهل الأرض.. وإذا كان الكفن ليس فيه جيوب فإننا نذكرهم أن جهنم أيضاً ليس فيها مراوح. [email protected]