قرية «كفر المحروق» تبعد عن قرية اللواء محمد نجيب، أول رئيس جمهورية لمصر، بألف وخمسمائة متر فقط وتابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، وقد كتب عزيز باشا عزت وصيته بوقف 300 (ثلاثمائة فدان)، من أجود أنواع الأرض خصوبة وتربة لصالح هيئة الأوقاف المصرية وقفاً خيرياً يصرف من ريعه على بيوت الله.. وبقيام ثورة يوليو المجيدة سنة 1952م تم توزيع هذه الأرض بالإيجار لصالح الفلاحين المعدمين، وقامت الدولة بصرف مبالغ طائلة عليها من المال العام، وعمل مشروع الصرف المغطى، الذى جعل هذه الأرض أكثر خصوبة وجودة.. ولمدة أكثر من نصف قرن من الزمان تتوارث الأجيال هذه الأرض جيلاً بعد جيل، ليجعلوا منها دون مبالغة جنة الله فى أرضه، وكانت الطامة الكبرى عندما فوجئ الفلاحون المعدمون من أبناء القرية بقرار إقامة محطة كهرباء على مساحة 12 اثنى عشر - فداناً ليتم إعدام القمح أخضر على عوده.. والله يشهد أن أبناء القرية سلموها وقلوبهم تنفطر حزناً.. ولم يمض على هذا الأمر سوى شهر واحد إلا حدثت المفاجأة التى ستأكل الأخضر واليابس!! وهى قرار صدر من اللجنة الوزارية المنعقدة بتاريخ 17/7/2008م بشأن إقامة منطقة صناعية على مساحة 262 مائتين واثنين وستين - فداناً بقريتنا كفر المحروق وثلاث مناطق أخرى بمحافظتنا المنكوبة الغربية ليصل إجمالى المساحة التى حكم عليها بالإعدام إلى 1305 أفدنة والتى تساهم مساهمة فعالة فى أمن مصر القومى!!.. والسؤال: هل عرض هذا الأمر على الرئيس مبارك؟.. وهل علم سيادته بقصة مصنع فرتا للورق بكفر الزيات، الذى تم بيعه بمبلغ أقل من ثمن الماكينات الموجودة به؟ ولمصلحة من يحكم على هذه المساحة بالإعدام؟ وهل على الأسر التى تأكل من ورائها الضياع وعلى أطفالها أن يقوموا بتسجيل أسمائهم بسجل أطفال الشوارع؟ وفى النهاية نطالب الرئيس والمسؤولين بوقف هذه الجريمة النكراء، ومنع هذه المذبحة، والحكم على هذه الأرض بالبراءة من الإعدام.. ونناشد الشرفاء من أبناء الوطن المخلصين أصحاب الأقلام الشريفة من الصحفيين، ورجال الإعلام، الذين نشهد لهم بوطنيتهم الخالصة - مساعدة أبناء القرية لتوصيل مناشدتهم إلى الرئيس الذى أكد فى برنامجه الانتخابى مراراً وتكراراً انحيازه الكامل والتام للطبقة الفقيرة والحفاظ على الرقعة الزراعية وعدم تدميرها. حسين محمد أحمد غطاس رمضان عبدالمنعم علام