تعتبر انتخابات نادى قضاة الإسكندرية، أهم معركة انتخابية فى نوادى القضاة بعد معركة انتخابات النادى الأم، التى انتهت الأسبوع الماضى بهزيمة تيار الاستقلال برئاسة المستشار هشام جنينه، سكرتير عام النادى فى المجلس الأخير، وفوز تيار التغيير برئاسة المستشار أحمد الزند، ومعه معظم أعضاء قائمته، المؤكد أن انتخابات نادى الاسكندرية تحظى باهتمام واسع داخل القضاء وخارجه، بالنظر إلى الظرف الحالى ونتائج انتخابات النادى الأم، وتجرى جولة الانتخابات هذه المرة بمناسبة حلول موعد التجديد الثلثى لمقاعد المجلس البالغة 15 مقعدا - أى خمس المقاعد فقط - ومرور السنة الأولى لمجلس البسيونى رئيس النادى الحالى (عمر المجلس 3 سنوات). أسفرت القرعة عن خروج ثلاثة مقاعد للمستشارين من أصل خمسة، هم عبدالعزيز أبو عيانة ومحمد قدرى عيسى وعصام عبدالهادى، ومقعد واحد للنيابة العامة من أصل خمسة مقاعد، كان يشغله هشام عبدالرحمن بهلول، بالإضافة إلى خروج المستشار محمد على مهنا على مقعد المتقاعدين. اللافت أن الأسماء الأربعة الذين تركوا مقاعدهم ينتمون لقائمة المستشار إسماعيل البسيونى، رئيس النادى الحالى، الذى تغلب على خصمه المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض بفارق 34 صوتا فقط، فى انتخابات وُصفت بأنها شهدت «تدخلات حكومية عديدة» لإسقاط الخضيرى وقائمته، فى حين ينتمى مهنا لقائمة المنافسة (الخضيرى) الذى خاض المنافسة مرشحا عن المتقاعدين عليها، وهو من المحسوبين على تيار الاستقلال. ويتوقع معظم المراقبين أن تشهد تلك الانتخابات، معركة ساخنة بين التيارين المتنافسين لإثبات الوجود والقوة، وهو ما وصف بأنها معركة «تكسير العظام» سواء بالنسبة لمرشحى قائمة البسيونى، أو لمرشحى تيار «الاستقلال» المناوئ لهم، غير أن أهمية تلك الانتخابات أنها ستجرى بعد أقل من 60 يوما على انتخابات النادى الأم، الذى شهد إقصاء تيار الاستقلال، الذى كان يقود النادى لمدة دورتين متتالتين (6 سنوات)، وفوز قائمة التغيير المدعومة من مجلس القضاء الأعلى برئاسة المستشار مقبل شاكر، ومن وزارة العدل، فضلا عن أجنحة رسمية آخرى فى الدولة، ولا يخفى على أحد محاولة الحكومة وجهات رسمية آخرى وبمعاونة القضاة المدعومين منها فى تحقيق انجاز معنوى آخر بإقصاء تيار الاستقلال عن نادى الإسكندرية، مثلما تكرر فيما بعد فى نادى قضاة مصر مؤخرا، لذلك فإن القضاة المنتمين لتيار استقلال القضاء يخوضون انتخابات نادى الإسكندرية، وهم فى موقف لا يحسدون عليه، باعتبار أن الجولة هذه المرة تأتى وسط ظرف استثنائى وحرج للغاية، بالنظر إلى نتيجة انتخابات النادى الأم، خصوصا أن نادى الإسكندرية يعتبر من أهم معاقل تيار استقلال القضاء فى مصر، كما يحسب لنادى قضاة الإسكندرية خروج الطلقة الأولى منه فيما عرف ب «هبّة القضاة» فى العام 2004، عقب تأزم مشكلة عادية بين قاض ومحام أثناء انعقاد جلسة بمحكمة سيدى جابر، وتصاعد هذه الهبّة وانتقالها إلى النادى الأم فى القاهرة، ثم اشتعال الموقف بين القضاة والحكومة العامين 2005 و2006 عقب قيام أبرز قضاة تيار الاستقلال بفضح لما وصف بتزوير الاستفتاء والانتخابات العامة وتصدى النادى للانتهاكات الانتخابية سواء ضد الناخبين أو القضاة المشرفين على اللجان، أبرز من يخوض الجولة من تيار الاستقلال، المستشاران محمود مكى نائب رئيس محكمة النقض، وأشرف البارودى بمحكمة استئناف الإسكندرية، الذى يوصف بأنه من صقور تيار الاستقلال، وهو شقيق الأصغر للمستشار البارز أحمد مكى نائب رئيس محكمة النقض، ورغم أن مكى معروف عنه ابتعاده عن المعارك الانتخابات، فانه نزل بناء على رغبة القضاة خصوصا الشباب منهم الذين يطالبون باستعادة المقاعد لمجلس إدارة ناديهم فى تلك الانتخابات تمهيدا لاستعادة المجلس كله مستقبلا، والمؤكد أن تلك الانتخابات ستحسم ملفات عديدة داخل القضاء مستقبلا.