لم تكن «كلمة السر» إلا بضع كلمات حملتها معلومة غامضة وصلت إلينا... «مستشفى ال...» الشهير فى منطقة شبرا الخيمة، يشتهر الأطباء فيه بإجراء عمليات الإجهاض لمساعدة الفتيات اللاتى يحملن سفاحاً فى التخلص من حملهن»... كلمات قليلة مثلت طرف الخيط بالنسبة لنا، فبدأنا منها. كان علينا أن نحاول اختراق المستشفى الشهير الذى يقع فى أحد شوارع منطقة شبرا الخيمة. المستشفى مكون من سبعة أدوار تحتوى على عيادات لجميع التخصصات. عرفنا من خلال بعض الكلمات العابرة التى تبادلناها مع المترددات على المستشفى أنه يفتح أبوابه من الحادية عشرة ظهراً حتى الواحدة مساء، وبينما يحدد لكل تخصص توقيت معين فى اليوم، تفتح عيادة أمراض النساء والولادة أبوابها على مدار اليوم ويتناوب عليها طوال الأسبوع الطبيبتان «ن» و«ن»، فى حين يعمل الطبيب الوحيد فى عيادة أمراض النساء «م.خ» يوم الجمعة فقط، كما عرفنا أن المستشفى تم إنشاؤه منذ أكثر من عشر سنوات ويزاول نشاطه بطريقة عادية، رغم الأقاويل الكثيرة التى شاعت عنه بسبب تردد فتيات صغيرات السن عليه، والذى يقال إن ترددهن على المستشفى كان للقيام بعمليات الإجهاض وترقيع أغشية البكارة. كان علينا أن نتأكد من المعلومات التى حصلنا عليها بطريقة لا تثير شكاً لدى المسؤولين فى المستشفى فاخترنا أن ندخله مثل أى مريضة ترغب فى الكشف.. توجهنا إلى عاملة الاستقبال التى تجلس فى الدور الأرضى، والتى طلبت منا 12 جنيهاً قيمة أجرة الكشف، بعد أن أبلغتنا أن رقمنا 69 وعلينا أن ننتظر فترة حتى يأتى دورنا. فى الدور الثانى، حيث تقع عيادة أمراض النساء والولادة تم تعليق لافتة على الحائط تعلن أن الطبيبة »ن« تقوم بالكشف على المريضات يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثالثة عصراً. كان ممر الانتظار يكتظ بعشرات السيدات الجالسات واللاتى علقت عيونهن بنا فور صعودنا إلى حيث يجلسن. معظم الجالسات كانت تسبقهن بطون منتفخة، وعدد غير قليل منهن من صغيرات السن. حاولنا أن نستطلع أكثر فانتهزنا فرصة دخول إحدى الممرضات إلى حجرة خالية فطرقنا الباب ودخلنا وراءها، قلنا لها إننا علمنا أن المستشفى يساعد الفتيات اللاتى يرغبن فى التخلص من حملهن، وأن لدينا صديقة نرغب فى مساعدتها قلنا لها إنها غير متزوجة وقامت بإجراء تحليل للحمل فاكتشفت أنها حامل فى أربعة أسابيع، وهى تريد الآن أن تتخلص من الجنين قبل أن تكبر بطنها وتظهر عليها علامات الحمل. لم تضع الممرضة وقتاً طويلاً فقد التقطت طرف الطعم على الفور، مؤكدة أن الطبيبة «ن»، والتى تقوم بإجراء الكشف حالياً على السيدات «مالهاش فى الحاجات دى عشان بتخاف من ربنا»، وطلبت منا أن نمر عليها يوم الجمعة فى الساعة الحادية عشرة ظهراً لأن الدكتور «م.خ» سيكون موجوداً وهو الذى يقوم بمثل هذه العمليات، سألناها عن المقابل المادى قالت إنه لا يتجاوز ال600 جنيه فإذا لم يكن عمر الجنين قد تجاوز الأربعة أسابيع فلن يستطيع الطبيب أن يقوم ب«الكحت»، وعليه الانتظار حتى يبلغ الجنين ستة أسابيع، ساعتها فقط يمكنه إجراء العملية. سألناها عن الوقت الذى ستستغرقه العملية قالت إنه لن يتجاوز نصف الساعة «تقوم بعدها زى الرهوان».