فى إطار من الإثارة والأكشن كتب السيناريست طارق بركات فيلم «أزمة شرف»، وبرغم أن الأحداث تدور حول جريمة قتل غامضة إلا أن المؤلف طعمها بقصة رومانسية بين البطلة «ليلى» والبطل «حسام».. طارق بدأ كلامه بالدفاع عن الحبكة الدرامية للفيلم والتى بدت معقدة فقال: مشكلة أفلام التشويق فى مصر أنها نادرة والوعى بها ليس موجودا، فهى تحتاج إلى متابعة جيدة منذ بداية الفيلم حتى نهايته، ولو فات المشاهد لقطة قد تسبب له مشكلة فى فهم الفيلم ولو خرجت للرد على الهاتف مثلا ثم رجعت قد تحتاج «كتالوج»، ثم أن الفيلم يمكن مشاهدته مرة أو مرتين من أجل فهمه جيدًا وهذا عادى لأنه محتاج لمتابعة جيدة، لأننا لم نكرر به أى معلومة، وهناك معان اعتمدنا على الصورة فقط لتوضيحها.. وعن وجود بعض المشاهد التى بدت غير مقنعة للمشاهد قال المؤلف: بالنسبة لمشهد عثور ليلى على الملابس التنكرية التى ارتكب بها حسام جريمته، أعتقد أنه مشهد منطقى جدا لأن حسام كان قد وضع تلك الملابس خلف الثلاجة، وحين رأتها ليلى بالصدفة لفتت انتباهها خصوصا أنها عثرت على ساعة يد كانت الخيط الذى أوصلها لمعرفة الحقيقة.. بركات أكد أن أصعب شىء واجهه أثناء كتابة الفيلم هو الجمل الحوارية الكثيرة التى قيلت وكان القصد منها معنيين مختلفين، وقال: كنا نريد من المشاهد أن يفهم المعنى المباشر أوالقريب، ثم يسترجع المعنى الثانى فى نهاية الفيلم حين تنكشف له الحقيقة، وهذا ما حدث بالفعل، وتنفيذ ذلك كان فى غاية الصعوبة. ودافع عن فيلمه الذى استغرق فترة تحضير طويلة فقال: بالتأكيد أى شىء مختلف لا بد أن يكون له ثمن، ومن عيوب تقديم أى تجربة جديدة أنها تكون مكلفة وتستغرق وقتا أطول، لأن الأفلام التقليدية الأخرى لا تستغرق وقتًا طويلاً ولا تتكلف الكثير.. وقال طارق: برغم تباعد القضايا التى عالجها الفيلم إلا أنها كانت مربوطة جميعا برابط واحد هو محور الفيلم أزمة الشرف، فالصراع على السلطة الذى عاشه «رياض السيوفى» والمحاربة من أجل الميراث كما كانت تفعل ليلى سويلم وانهيار الأخلاقيات لدى ابنه «مدحت» الذى أقام علاقة جسدية مع امرأة متزوجة، كل هذا يربطه شىء واحد هو أزمة الشرف، ولو أن كلاً من هؤلاء خاض تجربته أو معركته بشرف لتغيرت النتائج تماما. وأشار المؤلف إلى أنه منذ كتابة الفيلم كان تركيزه واهتمامه على تصاعد الأحداث والسرد الدرامى وليس على رسم كل شخصية، وقال: أميل دائما للحدث وليس للشخصية، وأهتم بكتابة الحدث وتصاعده الدرامى ثم أترك الشخصية تنضج على نار الحدث، فأنا لست من أنصار كتابة ورسم الشخصيات أولا لأن ذلك يعمل على لى ذراع الأحداث من أجلها، لذا أركز دائما فى الحدث وليس فى الشخصية. وحول عدم أهمية وجود الشخصيتين اللتين لعبهما أحمد سعيد عبدالغنى ومنة فضالى واستخدامهما لخداع المشاهد فقط دون ضرورة درامية قال المؤلف: الشخصيتان تم وضعهما فى السياق الدرامى المناسب لهما تماما فلم يكن متاحا أمامنا زيادة المشاهد أو سردها أكثر من ذلك، وأنا لست محتاجا لتوضيح مبرر وجود تلك الشخصيات فى الفيلم ومعرفة أولها وآخرها، وإنما كان هدفى التخديم على القصة نفسها، ف«ثريا» صديقة «ليلى»، و«كارم» هو مدير أعمال المطرب القاتل، وأعتقد أننا استخدمنا تلك الشخصيات دون مط أو تطويل. سألنا المؤلف «أنت راعيت أن يكون فيلمك جماهيريا ليحقق إيرادًا، لكن هذا قد يؤثر على الرسالة الفنية للفيلم فما ردك؟» فقال المؤلف: للأسف لا يوجد فى مصر مشروع قومى لنعمل كسينمائيين من خلاله، وإنما كل التجارب فردية، وبالتالى يؤثر ذلك على كل الصناعات، أقصد أن مسألة الارتقاء بالجمهور تركها المنتج الخاص للدولة، وهو دور ينبغى أن تلعبه الدولة فعلا، لأن المنتج الخاص إذا لم يكسب فلن تكون هناك صناعة، وبالتالى فالدائرة لن تكتمل، ونحن فى النهاية نخضع لواقع ليس لنا يد فى تشكيله.