أستاذة طب عين شمس كانت تعطف على المتهم بقتلها منذ «طفولته»

الدموع والحسرة والألم هى عنوان أسرة الأستاذة الجامعية الشابة فى مصر الجديدة، التى قتلها ابن البواب الأسبوع الماضى.. الأسرة لا تصدق حتى الآن أن ابنتهم الهادئة الجميلة دفعت حياتها ثمنًا لتهور شاب.. لا يصدقون أن ابنتهم رحلت وهى فى قمة تألقها العملى، وتحضر لرسالة الدكتوراه بطب عين شمس.
منذ 16 عاًما كانت الضحية «شيماء» فى المرحلة الاعدادية.. عندما حضر بواب إلى المنطقة وقادته الظروف للعمل فى العمارة التى تسكن بها أسرة شيماء، يومها كان القاتل «طفلا» عمره عامان،
وكانت الضحية تعود من مدرستها تحمل الشيكولاتة والهدايا للصغير، والذى يقابلها بابتسامة وضحكة ويهرول إليها كلما شاهدها، لم تعلم شيماء أن الصغير سيكبر يومًا ويقتلها بطعنات نافذة داخل شقتها، ويقابل الإحسان بالإساءة والعطف بالغدر.
«المصرى اليوم» توجهت إلى المنزل الذى شهد الحادث بشارع الحجاز فى مصر الجديدة.. الحزن خيم على المنزل والمنازل المجاورة بأكملها، زملاؤها وطلبة طب عين شمس حضروا إلى المنزل لتأدية واجب العزاء، بعضهم يقف أمام المنزل قبل الصعود لشقتها بالطابق الثاني، يبكون بشدة ويحاولون التماسك قبل مقابلة والدتها، والبعض الآخر نزلوا من المنزل ووقفوا أمام العمارة ودخلوا فى نوبة بكاء.
قالت شقيقتها دينا «اتق شر من أحسنت إليه» شقيقتى شيماء كانت مثالاً للأخلاق محبوبة من كل الناس الوحيدة فى العمارة بأكملها التى كانت تتعامل بنية حسنة، هدفها الأساسى فى الحياة الأعمال الخيرية وإرضاء الله واستكمال مشوار دراستها، كانت دائمًا تخرج صدقة وتقول الأقربون أولى بالمعروف،
وتعطى كل ما تخرجه للبواب وابنه، حضر البواب إلى العقار وكان يحمل ابنه المتهم فاروق على يده عمره لم يتجاوز العامين كان رضيعًا، «أول ما بدأ يوعى هذا الرضيع على الدنيا كانت شيماء تأتى من المدرسة وتقدم له الشيكولاتة والزبادى،
لأنها كانت تجده ملقى على الأرض دون أن يذوق أى طعام«، تعاملت الأسرة معه بكل حنان، والدتى حينما دخل المدرسة كانت تعطى له دروسًا فى منزلها، «كان فى أولى ابتدائى وشيماء حتى بعد التحاقها بكلية الطب كانت تحضر له الكراسات والأقلام، ففى عيد الفطر الماضى قامت بشراء ملابس العيد له ولم تبخل على هذه الأسرة بشىء».
تضيف الدكتورة دينا يوم الحادث خرجت أنا ووالدتى لشراء بعض المتطلبات تقريبًا الحادية عشرة، وعدنا فى الساعة الثانية عشرة والربع وتقابلنا مع ابن البواب أسفل العقار ووجدناه يخبرنا بأن شيماء خرجت من المنزل ترتدى بنطلون جينز وجاكت أسود وقام بحمل الشنط وإدخالها فى المطبخ وبعدها نزل وفوجئت ماما بقتل شيماء كانت ملقاة على الأرض فى حجرتها غارقة فى دمائها وترتدى كامل ملابسها، كما أضافت أنهم كانوا معتادين إعطاء ابن البواب مفاتيح السيارات حينما يأتى ونش المرور.
الدكتور خالد على نور، المشرف على رسالة الدكتوراه للمجنى عليها وجارها بالعقار، أكد أن المجنى عليها تمتاز بالتفوق الدراسى وحسن الأخلاق ومحبوبة فى الجامعة من كل زملائها والطلبة، معتادة مساعدة الفقراء وحل المشاكل، وكانت تعطف على ابن البواب باعتباره حضر للعمارة وكان رضيعًا ومعتادة العطف عليه منذ الصغر والمفاجأة التى صعقت الجميع موتها على يده.