الحيوانات الأليفة فى أمريكا لم تنج من «براثن» الأزمة الاقتصادية

لم تنجُ الحيوانات الأليفة من براثن الأزمة الاقتصادية العالمية، وصار مصيرها إما ملاجئ الحيوانات أو الجمعيات الخيرية بعد أن اضطر كثيرون من أصحاب الحيوانات فى الولايات المتحدة إلى التفريط فيها لرفع عبئها عن كاهلهم نتيجة فقدان وظائفهم أو منازلهم تحت وطأة الأزمة العنيفة.
من أمثال هؤلاء مارجريت وهى خبيرة تجميل عمرها 58 عاماً فقدت وظيفتها فى إحدى المحطات التليفزيونية فى فبراير الماضى، لم تعد مارجريت التى رفضت ذكر اسم عائلتها لأنها لا تريد أن يعرف صاحب العقار الذى تقطنه أنها تواجه مشاكل مالية قادرة على شراء غذاء لكلابها الضخمة الأربعة وقطتيها.
وقالت مارجريت وهى تجلس فى شقتها فى نيويورك حيث نشأت ورعت والدتها طيلة 10 أعوام: «اكتشفت أنه لا يمكننى الاعتناء بها جميعاً ويتكلف طعامها بين 350 و400 دولار شهرياً».
ولجأت مارجريت لجمعية «سيفتى نت» التى تستضيف الحيوانات وتقدم المساعدات لأصحاب الحيوانات الأليفة الذين يلزمهم بعض الوقت للوقوف على أقدامهم من جديد بعد فقدانهم منازلهم أو وظائفهم.
من جانبه، قال ريتشارد جنتلز، المتحدث باسم إدارة رعاية الحيوانات بمدينة نيويورك التى تدير «سيفتى نت»: «فى يناير 2008 تلقينا حوالى 115 مكالمة هاتفية وفى سبتمبر تلقينا 200 مكالمة، وهذا مؤشر مباشر يدل على صعوبة الأحوال».
وأكدت الرابطة الأمريكية لمصنعى مستلزمات الحيوانات أن نحو 71 مليون منزل فى الولايات المتحدة أى أكثر من 60٪ من الأسر لديها حيوانات أليفة وأن أصحابها أنفقوا حوالى 41 مليار دولار على حيواناتهم فى عام 2007.
ومع خفض الأمريكيين الإنفاق واستغناء شركات عن موظفين فى ظل أسوأ أزمة مالية فإن الكساد الذى يلوح فى الأفق يؤثر على أصحاب الحيوانات الأليفة والجمعيات الخيرية التى ترعاها والجهات التى توفر احتياجاتها.
وأطلقت مدينة نيويورك حملة لإنهاء عمليات إعدام الحيوانات فى ملاجئ المدينة حيث تم إعدام 30699 حيواناً فى عام 2002 وأبرمت إدارة رعاية الحيوانات عقداً بقيمة 8.5 مليون دولار مع مدينة نيويورك لرعاية 43 ألفاً من الحيوانات الضالة أو التى تخلى عنها أصحابها سنوياً.
وقال ستيف جروبر، مدير الاتصالات فى تحالف مدينة نيويورك لرعاية الحيوانات، التابع لمكتب رئيس البلدية، إن نسبة حالات الإعدام انخفضت من 74٪ فى عام 2002 إلى 43٪ فى العام الماضى، وقال: إن ضعف الاقتصاد زاد من عدد الحيوانات التى تحتاج رعاية وجعل الناس يفكرون أكثر من مرة قبل تحمل مسؤولية الإنفاق على حيوان أليف.