ترى كيف يكون وقع المفاجأة علينا إذا اتصل أحد بنا لأمر ما، وسألناه مَنْ يكون؟ فيقول: «أنا فلان الفلانى رسول الله!!».. هذا ما كان يفعله المجدف الكبير رشاد خليفة، مصرى الأصل، أمريكى الجنسية، فى أواسط الثمانينيات، وكانت صحيفة «البشير» آنذاك قد أجرت معه حواراً قال فيه إنه الرسول الأخير الذى أشار إليه القرآن، وأنه يتلقى الوحى من جبريل، وأن المجتمع الأمريكى أقرب إلى الله من السعوديين والمصريين. وأن مصر «ستموت» عام 1990م، وأنه مصرى والمصريون ليسوا عرباً، فالعرب أشد كفراً ونفاقاً، وأن يوم القيامة سيكون فى عام 2280م، سيرته تقول إنه ولد فى 19 نوفمبر عام 1935م وهاجر إلى أمريكا لإتمام تعليمه عام 1959م، وتخصص فى الكيمياء الحيوية وحصل على الجنسية الأمريكية والدكتوراه، وعمل خبيراً لدى اليونسكو، وأقام فى مدينة توسان بأريزونا، وقدم نفسه على أنه إمام مسجد توسان، وجعل يتحدث عن إعجاز رقم 19 ومضاعفاته. وأصدر كتاباً بهذا الشأن اسمه «معجزة القرآن» ونشب نزاع بينه وبين المصلين وطردوه من المسجد، فأسس مركزاً إسلامياً بعنوان «جمعية المسلمون المتحدون الدولية» ، وتعاظمت ثروته بالملايين دون معرفة مصدرها، إلى أن وجد مقتولاً فى هذا المركز «زى النهارده» من عام 1990م.