ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن الحرب فى غزة أثرت على الحوار بين الشيوخ المسلمين واليهود فى فرنسا، فبعدما بدأ الإمام الفرنسى تونسى الأصل حسن كلاجومى حوارا إسلاميا يهوديا فى فرنسا، وكان أول الأئمة المسلمين الذين يحيون ذكرى «الهولوكوست»، الذين يدعون الحاخامات اليهود لحضور الاحتفالات الإسلامية بعيدى الفطر والأضحى، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة قوضت تلك الجهود وهددت رسالته. وأوضحت الصحيفة أن شراسة الحرب وضعته فى موقف حرج للغاية، فكيف يمكن أن يحشد الناس لتأييد السلام فى الوقت الذى تُبَث فيه صور بشعة عما يفعله القصف بالمدنيين؟ وأضاف التقرير الذى كتبه روبرت ماركاند أنه على الرغم من وقف إطلاق النار،فإن الإحباط فى الأوساط العربية واليهودية أيضا والخوف من انتشار «معاداة السامية»، و»الإسلاموفوبيا»، باقيان فى فرنسا، وعلى الرغم من تلك المخاوف،فإن أغلب العرب الذين يعربون عن رأيهم لمختلف ووسائل الإعلام يؤكدون أنهم يريدون العيش فى سلام مع اليهود الفرنسيين، لكن المشكلة مع إسرائيل. من جانبه، قال رئيس معهد الدراسات اليهودية فى باريس إن إحدى نتائج الحرب كانت رفع «التابو» عن الهولوكوست. وأكد أنه لا يوافق على الحديث عما وصفه ب»فوبيا» معاداة السامية التى أصابت اليهود فى فرنسا، فى وقت تدور فيه تلك الحرب الشرسة ضد سكان غزة، مؤكدا أن اليهود بالغوا فى «لعب هذا الدور». وعلى صعيد آخر، أكدت الصحيفة فى مقال ل»نايجل أشتون» أن الأوضاع فى الشرق الأوسط والحرب على غزة أعطت درسا مهما للرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما، وهو أن الحل الوحيد لإيقاف العنف فى الشرق الأوسط هو إيجاد حل دائم للأزمة، فمن خلال التجارب الكثيرة السابقة التى باءت بالفشل يمكن القول إن أوباما أمامه فرصة للنجاح من خلال قراءة تلك المشكلات والدروس المستفادة والعمل الحقيقى على التوصل إلى حل دائم.