أسرار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سبعة ليس بينها مرض البابا، وأسرار الكنيسة هى: سر المعمودية، وسر الميرون، وسر الإفخارستيا، وسر التوبة والاعتراف، وسر مسحة المرضى، وسر الزواج، وسر الكهنوت، والقبطى الأرثوذكسى الصالح لا يذاع له سر. إذن، مرض البابا (البطرك) ليس سرا من الأسرار السبعة المقدسة، ويجب ألا يكون، مرض البابا حقيقة، يجب أن تملك إلى الشعب، وإلى الطائفة.. صحة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هَمٌّ وطنى، تهم المصريين.. والمحبون يصلون لشفائه.. آمين. تنشط سكرتارية البابا شنودة الثالث (فى غيبة مسؤول كنسى للإعلام) ،ليس فى طمأنة الشعب على صحة البابا ببيانات واضحة لا لبس فيها، ولكن تبذل قصارى جهدها للتعمية على ما يتسرب من أخبار حول حقيقة مرض البابا، وكأنه عيب أن يمرض البابا، ومن فرط التعمية والنفى والتكذيب صارت أخبار مرض البابا مقررة على أبواب النميمة الصحفية، لم تترك الصحافة مرضًا يناسب شيخوخة البابا (من مواليد 3 أغسطس 1923) إلا وأشارت إليه، لدرجة أن ما أصاب البابا من أمراض صار نوعًا من الخيال العلمى. تعددت الأمراض والسبب واحد: التعمية التى صارت أسلوبا تعالج به صحة رجالات الدولة.. فضيلة الإمام الأكبر دخل إلى مستشفى «وادى النيل» وخرج معافا دون بيان يحدد حقيقة مرضه، التكهنات لم تترك لسكرتارية الإمام فسحة لتدبيج البيان، لم يقطع سيل الشائعات التى لاحقت الإمام سوى خروجه من المستشفى على قدميه، شفاه الله وعافاه. الثابت إذن، أن البابا مريض ويحتاج إلى علاج مكثف فى الداخل أو فى الخارج (فى كليفلاند بالولايات المتحدةالأمريكية - كما يفضل البابا)، الثابت أيضا أن البابا صار معتلا بقدر يستلزم التخفف من الأعباء الكنسية تمامًا، ويلتفت إلى صحته التى صارت ضعيفة لا تتحمل الجهد الذى يبذله لتأديتها كاملة غير منقوصة، البابا لايزال يعانى من إرهاق قداس عيد الميلاد. وإذا كان حتما ولابد، فلماذا لا يترك البابا الكنيسة أمانة فى أيدى من يحسنون رعايتها، ويتفرغ تماما للعلاج، طالبا الشفاء، لأن استمرار معاناة البابا يعنى استمرار معاناة الكنيسة، البابا مريض، إذن الكنيسة معتلة، وتدهور صحة البابا هو ما يخشاه شعب الكنيسة، تفاقم الحالة صار هاجسا يقلق القريبين من البابا دون جرأة على جَبْل البابا العجوز على العلاج، والكف عن الرعاية البابوية والاكتفاء بالرعاية الروحية حتى يسترد عافيته. «زى الفل».. هو التقرير الطبى الشعبوى عن صحة البابا، الذى قال به الأنبا موسى، أسقف الشباب، ولايزال يتردد كلما ألمّ بالبابا عارض صحى، لم أعد أستسيغ، وغيرى كثيرون، بيان «زى الفل»، الذى صار متعارفا عليه بالنسبة لكبار رجالات الكنيسة.. البيان الفللى لا يشفى غليل الأقباط الذين ينهشهم القلق على صحة البابا، ويضع المراقبين فى لُجَّة التكهنات والتأويلات والتفسيرات، «زى الفل» تعنى مباشرة تحسنا كبيرًا طرأ على الحالة.. هل صحيح أن تحسنًا كبيرًا طرأ على الحالة؟ معلومات أخرى تشير إلى عكس ذلك، وتنصح بالسفر إلى كليفلاند فورا وبلا تأخير.