قرأتُ جميلَ شِعرك فانتشيتُ فعذبُ الشعر مثل الياسمينا فشِعرُك وافرٌ بحراً ونظماً وذكَّرنى بشعر الأقدمينا ولكن هل ستسمحُ لى بنقدٍ ويبقى الحبُّ والتقديرُ فينا فقولك حيثما كنتم يُوَلَّى عليكم من صنوف الحاكمينا يَصِحُّ إذا الولاةُ أتوا بعدلٍ وقال الشعبُ إنا قد رضينا يصحُّ إذا الشعوب لها اختيارُ فتُسأل عن صفات المسؤولينا ولكن لا يصحُّ إذا الولاة بقول الزور جاءوا ظالمينا ولاةٌ زوَّروا فى الانتخاب ليبقى الحكم عندهمو سنينا وباعوا الغاز بالثمن الزهيد ليذهب عند قومٍ مجرمينا وشدوا فى الحصار بوقت حرب على جارٍ سمعنا له الأنينا وعاثوا فى دساتير البلاد بتغييرٍ بمكر الماكرينا وأبعدوا عن لجان الانتخاب قضاةً للعدالة حارسينا أعدوا للمظاهرة احتفالاً بجيشٍ من جنودٍ أو كمينا مظاهرة لغزة أخمدوها وتمَّت فى بلاد الأعجمينا وجارٌ لى يصيح لأجل غزة فغاب وصار عندهمو سجينا أبوه يبيتُ يبكى فى سكونٍ لغزة أو لفلذته حزيناً وهذا الأمر فاكتمه لأنى علمتُ بكونه سراً دفيناً فثوب الظلم يلبس فى خفاءٍ وفى الإعلان ثوب الناسكينا وكم قال الكرام جميل نصح ولكن ما أحبوا الناصحينا وإن زادوا النصيحة قالوا عنهم دعوكم من كلام معارضينا وتأتى بعد ذلك كى تسوى بذنب الشعب ذنب الحاكمينا تساوى بين مظلوم وظالم أهذا القول قول المنصفينا تبرر للظلوم لكى ينادى يقول الذنب ذنب السامعينا يقول لماذا تنتظروا الصلاح وقد وُلًّيتُ أمر المفسدينا فإن صلحوا فقد أصلح وإنى سأتبع أمرهم حيناً وحيناً وما يدرى بأن فساد قوم بمفسدة الولاة يُرى رهيناً بلاد النيل تحوى خير جند إذا وجدت رعاةً مخلصينا أحمد بلال