وصف خبراء سياسيون وأمنيون،، خطاب زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذى تبثه القنوات الفضائية، منذ يومين، تعليقاً على «مذبحة» غزة، بأنه «شو إعلامى» الهدف منه إثبات وجوده فقط، وأكدوا عدم قدرة زعيم القاعدة على صنع شىء للقضية الفلسطينية، موضحين أنه لا يملك الآن سوى «كلمات» فقط، ولفتوا إلى خطورة خطابه على غزة، لربط أمريكا وإسرائيل بين التنظيم وحركة حماس، إذ يعطى ذلك واشنطن وتل أبيب، مبرراً قوياً للربط بين العلاقة بينهما. يقول ضياء رشوان، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى الأهرام: من الطبيعى أن يظهر أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، على شاشات الفضائيات ليلقى أى خطاب فى محاولة منه لإثبات وجوده، واهماً العالم بأنه قادر على توجيه ضربات ل «اليهود والأمريكان»، وأوضح: الحقيقة عكس ما يحاول بن لادن إقناع الكثيرين به فمن المؤكد بعد سنوات طويلة من بحث أجهزة المخابرات فى كل دول العالم ومن الخبرة الطويلة والمعطيات التى عرفناها عن بن لادن، أنه لا يملك أى شىء ولا يستطيع القيام بأى هجوم وإلا ماذا منعه من فعل ذلك؟! وأضاف: بن لادن يريد فقط أن يقول أنا موجود لأنه لو يملك أى قدرة ما تردد لحظة واحدة والدليل أنه طالعنا بعد 3 أسابيع بقوله المعتاد المكرر وهو دعوة الجماهير والأمة الإسلامية والعربية للجهاد، دون أن يقوم هو بأى شىء. وعن تجاهل زعيم القاعدة ذكر حركة حماس فى خطابه، أكد رشوان: لأنه خجول ولا يستطيع أن ينطق لسانه بكلمة «حماس» بعدما أخذ وقتاً طويلاً يهاجم الحركة والإخوان المسلمين، فكيف بعد كل ذلك يأتى ويتحدث عن المقاومة الفلسطينية المتمثلة فى حركة حماس، التى تشتبك مع اليهود فى معارك دامية رغم ضعف إمكاناتها المادية والعسكرية. ولفت رشوان إلى وجود اختلاف واضح فيما يقدمه بن لادن وأيمن الظواهرى من تصريحات قائلاً: طالب الظواهرى بالمظاهرات ودعا الشعوب العربية والإسلامية للخروج لتنظيم المظاهرات، فيما طالب بن لادن الشعوب بالجهاد، موضحاً أن الفرق فى ثقافة زعيم تنظيم القاعدة والرجل الثانى، كبيرة جداً، فالأول نشأ فى جو حروب وقتال ولم يعرف سوى النار والاشتباك، أما الأخير فقد تربى فى مصر واشترك فى مظاهرات وتثقف سياسياً، مشيراً إلى أن خطاب بن لادن تستخدمه الجماعات الإعلامية المناصرة لأمريكا وإسرائيل لإيجاد علاقة بين زعيم القاعدة وحركة حماس وتصوير الاثنين على أنهما تنظيم إرهابى مما يعطى أمريكا وإسرائيل مبرراً لما ترتكبه من مجازر وعدوان على الأراضى العربية. من جانبه، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن خطابات بن لادن يمكن أن تلقى صدى داخل صدور بعض القادة أثناء الحروب، وتابع: إن زعيم القاعدة لا يملك سوى كلمات يبثها عبر الفضائيات، محاولاً دفع الجماهير والقادة لخوض الحروب، لكنه غير قادر بالمرة على توجيه أوامر. ويضيف: باعتبار بن لادن صاحب خبرة فى مجال الحروب، فإن تأثيره مازال يؤدى إلى حماس البعض، وتابع: خطاب بن لادن الآن يشكل خطراً واضحاً على غزة وتحديداً حماس، إذ إنه برغم تأكيدات أمريكا وإسرائيل بأنه ضعيف ولا يملك شيئاً إلا أنهما يستخدمانه كدليل على العلاقة بينه وبين حماس باعتبار أن إسرائيل وأمريكا يصنفان حماس وبن لادن أمام العالم كإرهابيين، بالرغم من الخلافات الأيديولوجية المعروفة بين بن لادن وحماس.