«الإيكونوميست» تحذر من أضرار عزل المسلمين في بريطانيا

حذرت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية من أضرار التوجه الجديد بعزل المسلمين والذي برز مؤخرا في بريطانيا مع تزايد أعداد معتنقي الإسلام في تلك البلاد.
وقالت، في تعليق على موقعها الإلكتروني الخميس، إن العزل الراديكالي للمتحولين إلى الإسلام وفصلهم عن حياتهم القديمة وعن التواصل مع من وصفتهم بالمعتدلين قد يأتي بنتائج سلبية على المجتمع البريطاني.
وأضافت بأن المتحولين إلى الإسلام يعانون مشكلة في انطباع الآخرين عنهم، بسبب حفنة من المتورطين في أعمال إرهابية أمثال «ريتشارد دارت» من مقاطعة «دورست» جنوبي غرب إنجلترا الذي صدر ضده حكم بالسجن الشهر الماضي على أثر تورطه في حادث إرهابي.
ونوهت المجلة عن تحول الدين الإسلامي إلى دين متوطن في بريطانيا مع ازدياد أعداد المتحولين إليه على الرغم من التوجهات الرامية إلى وصمهم بالإرهاب.
وعلى الرغم من اتهام الإسلام بتهميش المرأة، بحسب المجلة، إلا أنها رصدت إقبال السيدات الإنجليزيات على اعتناق الإسلام بنسبة بلغت ثلثي عدد المتحولين الجدد إلى هذا الدين.
ورأت «الإيكونوميست» أن حصر عدد المتحولين إلى الإسلام ليس بالأمر السهل، عازية السبب في ذلك إلى عدة أمور منها أن القائمين على عملية الإحصاء في انجلترا وويلز يسألون الناس فقط عن ديانتهم الحالية دون التطرق إلى معتقداتهم السابقة، ومنها أيضا أن عملية تسجيل المتحولين إلى الإسلام بالمساجد لا تتم بشكل مركزي، بالإضافة إلى أن بعض المتحولين الجدد يفعلون ذلك بهدوء دونما صخب.
إلا أن ثمة إحصاءات حول الجنس والديانة وبعض الاستبيانات التي أعدها كيفين برايس، الباحث بجامعة «ويلز ترينيتي سانت ديفيد» تشير إلى أن نحو 5.200 بريطاني يتحولون إلى الإسلام سنويا، بما يعني أن إجمالي المتحولين بلغ نحو 100 ألف مسلم في بريطانيا.
ولفتت «الإيكونوميست» إلى أن من يعتنقون الإسلام يفعلون ذلك بعد سنوات من التواصل مع المسلمين لأسباب متنوعة؛ وحاولت المجلة التكهن ببعض هذه الأسباب قائلة إن معظم السيدات اللاتي يعتنقن الإسلام إنما تبغين الزواج من مسلمين، فيما تعتنقه بعضهن هربا من بذاءة وفسق المجتمع البريطاني، فيما اعتنقته أخريات بحثا عن روح الجماعة.
وفي هذا الصدد أشارت المجلة إلى قول «بتول آل توما» الأيرلندية التي تحولت من الكاثوليكية إلى الإسلام «لقد جذبني إلى الإسلام ما فيه من روحانيات وما لمست من دفء العلاقات بين المسلمين».