«بقدر ما تحمله فى جيبك من عملات ورقية أو معدنية بقدر ما تتوقع أن تصاب يوماً بالتيفود أو السنط الجلدى والتينيا الجلدية وفيروس A الكبدى والسعال وأمراض الصدر وبعض أمراض البكتيريا المعوية».. هذا ما أكده عدد من أطباء المناعة والأمراض الجلدية، مشددين على أن التعامل الخاطئ أثناء تداول الأموال، خاصة القديم منها، هو ما يجعل الإنسان عرضة للإصابة ببعض الأمراض سالفة الذكر التى تنتقل من شخص لآخر. يقول الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، إن طول فترة تداول العملات دون تحديث لها فى مصر يؤدى إلى تعرضها الدائم لبعض البكتيريا التى تعيش مصاحبة لهذه العملات وتؤدى إلى إصابة المتعاملين بأمراض عدة دون أن يعرفوا سبب الإصابة. ويضيف مصباح: «هناك نوعية جديدة من الأمراض تعرف باسم أمراض الفلوس لم يكن الطب يعرف عنها شيئاً حتى وقت قريب، قبل أن تظهر إحدى الدراسات التى أجريت مؤخراً فى الولاياتالمتحدةالأمريكية تعدد آلاف الأنواع من البكتيريا والفيروسات التى تصاحب الفلوس وتتسبب فى إصابة بعض المتعاملين بها بأنواع مختلفة من الأمراض». ويتابع: «هذه الدراسة أجريت على بعض الأوراق النقدية التى تفاوتت سنوات إنتاجها ما بين 5 و10 و20 سنة، وكانت المفاجأة أن جميعها تحتوى على أكثر من 150 ألف نوع من البكتيريا متعايشة على النقود حتى الحديث منها، والغريب فى هذا التقرير أن بعض العملات والتى بلغت نسبتها 20% تحتوى على بكتيريا معوية مثل التيفود والسلمونيلا والشيجالا، التى تعلق بالنقود نتيجة لعدم حرص بعض الناس على نظافة أياديهم عقب الخروج من دورات المياه، مما يتيح الفرصة لوجود العديد من البكتيريا المعوية التى تنتقل من شخص لآخر بمنتهى السهولة». ويشير مصباح إلى أن التقرير كشف عن وجود بعض البكتيريا التى تسبب أمراض السل والكوليرا والسعال، والتى تنتقل من شخص مصاب لآخر نتيجة الاستخدام السيئ للنقود كالكتابة عليها بالحبر، الأمر الذى يكسبها «أحماضاً جديدة» تصيب المتعاملين بها بالأمراض المعوية، كما أن الأطفال - حسب قوله - يصبحون أكثر عرضة للإصابة بفيروس «A» الكبدى، الذى يؤدى لمرض «الصفراء» للصغار والكبار، وهو ما يعد اقل أنواع الالتهابات الكبدية خطورة. ويقول إن أكثر المتعرضين للإصابة ب«أمراض الفلوس» هم أصحاب المناعات القليلة مثل مرضى السكر والأورام وحديثى التعرض للعمليات الجراحية مثل القلب المفتوح أو الكلى والكبد، كما أن الذين يعانون سوء تغذية أو قلة فى عدد ساعات النوم أو الحساسية المفرطة هم أيضًا من أكثر الناس عرضة للإصابة بهذه الأمراض. وطالب مصباح بضرورة الحرص عند التعامل مع النقود بغسل اليد قبل وبعد التعامل معها حتى لا نصاب بكوارث صحية. وفى هذا الشأن، يشير الدكتور عمرو راتب، استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، إلى وجود كميات هائلة من البكتيريا والفطريات التى تستطيع أن «تتحوصل» وتعيش خارج الجسم فى الهواء لفترات زمنية طويلة وتؤدى إلى الإصابة بالسنط الجلدى المعروف بعين السمكة أو «نثرة» شديدة العدوى فى الأطفال.
