حذر خبراء أمنيون ومتخصصون فى مجال تكنولوجيا المعلومات، من خطورة وجود أجهزة أمنية عربية غير مؤهلة لمكافحة الجريمة الإلكترونية، مؤكدين خلال المؤتمر الذى نظمته كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس أمس الأول، بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن الأجهزة الأمنية العربية ستفقد، خلال السنوات العشر المقبلة، القدرة على مواجهة الجرائم الإلكترونية التى ستحل مكان الجريمة التقليدية، خاصة أن العالم يعيش عصر المعلومات الذى أصبحت فيه المعلومة الواحدة أغلى من النفط والنقود. ووصف اللواء محمد الأمين البشرى، مستشار وزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية، عدم وجود فرق أمنية متخصصة فى مكافحة الجرائم الإلكترونية داخل الوطن العربى، بالأمر المزعج، داعياً إلى استحداث فرق عربية لمواجهة هذه الجرائم، التى تزايدت فى الآونة الأخيرة، مقارنة بالجرائم التقليدية، وعدم تركها الشركات المختصة فى تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، لتقديم المشورة والعون، معرباً عن تخوفه من تحول هذه الشركات إلى أماكن تخدم الجانى مقابل مبالغ مالية ضخمة. وطالب البشرى بسرعة وضع برنامج تأهيلى لضباط الشرطة والمحققين والقضاة لمدة عام، يمكنهم من خلاله التعرف على لغة الحاسب الآلى ومصطلحات تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، مؤكداً ضرورة أن يتضمن البرنامج، التدريب على العمل داخل مسرح الجريمة الإلكترونية وكيفية التحقيق والادعاء فى مثل تلك القضايا، وإدخال هذه البرامج كمواد أساسية فى كليات الشرطة والحقوق، ليكون المحقق على وعى ودراية بكيفية التعامل مع تلك الجرائم، مستشهداً بمقولة مدير معهد الأدلة الجنائية فى كاليفورنيا، الذى وصف القضاة ورجال الشرطة والمحققين ب«المعاقين» لجهلهم بكيفية التعامل مع الجرائم الإلكترونية. وقال الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الشنيفى، خبير أمن وتقنيات المعلومات بالمملكة العربية السعودية، إن العرب ربطوا أنفسهم بشبكة لا يعرفون كيفية مواجهة أخطارها، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً أن العالم العربى فى الآونة الأخيرة أصبح ضحية لمنظومة عالمية تترأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، لعب فيها الإعلام دوراً كبيراً لم يستطع الإعلام العربى مواجهته. وأكد الشنيفى أن المنظومة الشبكية العربية مليئة بالاختراقات والعجز، مشيراً إلى أن أسواق الأموال العربية المتداولة فى البورصة والبنوك جميعها مكشوفة أمام العالم دون حماية، وأن مواجهة أساليب الجريمة والإرهاب الإلكتروني لن تتم إلا بالارتقاء بثقافة ووعى، ورفع الغطاء عن مئات العقول المفكرة لكى يتنفسوا، لافتاً إلى صعوبة تحقيق ذلك، وتساءل: «كيف نطلب من مسؤول عربى مواجهة هذه الظاهرة، وهو لا تربطه أى علاقة بالتكنولوجيا الحديثة؟!»، منبهاً إلى خطورة الهجوم الإسرائيلى المتوالى والمستمر على الشبكات العربية، خاصة شركات الاتصال الوطنية، بصفتها الناقلة للمعلومات دون أن يقابله أى مواجهة أو حماية من قبل الشبكات العربية.