دعا الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، الرئيس حسنى مبارك وكل المصريين بمناسبة زيارة الرئيس إلى الهند، دراسة تجربة هذا البلد فى التنمية والاستفادة منها و«أن نرى ما وصلت إليه نيودلهى ونحييها ونعمل مثلها»، مشيرًا إلى أن مصر كانت تسبق الهند فى الخمسينيات و«أننا فى الماضى كنا نمزح على الهنود فى نكاتنا، أما الآن فأقول يا ريتنى هندى». وأشاد الباز فى معرض رده على أسئلة الصحفيين عقب انتهاء ندوة «ممر التعمير فى الصحراء الغربية» أمس، بالتجربة الهندية، قائلاً إن الهند التى كانت تعانى من مجاعات باتت تصدر حبوبًا للعالم، مؤكدًا أن «من يطعم نفسه ويملك فائضًا للغذاء يمكنه الوصول لأى شىء». وفى سياق آخر، رفض الباز الاتهامات الموجهة إلى مشروع توشكى ووصفه بمشروع «هايل» وأنه ليس «مشروعًا فاسدًا وإنما مشروع لم يكتمل»، موضحًا أن مشكلته الرئيسية تكمن «فى عدم ربطه بباقى أنحاء مصر». وأكد خلال الندوة التى نظمتها الهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة أن ممر التعمير الذى اقترح بناءه فى الصحراء الغربية سيمر فى منتصف توشىء مما سيساعد على إدماجها بباقى المحافظات، مشيرًا إلى أنه من خلال هذا الممر «يمكننا الاستفادة من مشروع توشكى المبنى على أساس فكرى جيد.. لافتًا إلى أن الأرض المقام عليها كانت بحيرات فى الماضى وبها مياه جوفية كثيرة. وطالب بالحفاظ على الرقعة الزراعية لمصر «تحت أى ظرف»، مؤكدًا أنه إن كان المطلوب «قانونًا قاسيًا.. فيجب تطبيقه، وعلى المصريين فى الشارع الإيمان به». وعدد الباز مزايا ممر التعمير، الذى سيكون عبارة عن طريق طولى رئيسى مواز لنهر النيل من الناحية الغربية تتخلله طرق عرضية تربط الطريق الرئيسى بمراكز التجمع السكنى على خط النيل، لتكون أهم المزايا على حد وصفه «خلق الأمل لدى شباب مصر عن طريق تأمين مستقبل أفضل لهم». ومن جانبه قال اللواء عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية الذى كان ضمن الحضور، إنه مقتنع تمامًا بكل كلمة قالها الدكتور الباز مضيفًا: «متى نبدأ ومتى ننفذ.. هذا هو تعليقى». وصرح الدكتور عادل يحيى الرئيس الأسبق للهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء إنه سيتم خلال الأيام المقبلة تسليم الدراسات التى تمت تحت إشراف وزارة التنمية الاقتصادية ووزارة التعاون الدولى والخاصة بممر التعمير لرئاسة الوزراء، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من دراسة تفصيلية لفكرة الدكتور الباز من خلال لجنتين، الأولى مكونة من ممثلى الوزارات والثانية لجنة علمية من جميع التخصصات.