توجه وفد من مختلف القوى والأحزاب السياسية في إقليم كردستان العراق، الخميس، إلى بغداد ليقدم رسالة إلى قادة التحالف الوطني «الشيعي» تحمل مجموعة من المطالب المحددة لإقليم كردستان إلى التحالف، وذلك بعد تصاعد الأزمة بين الإقليم ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، عقب إعلان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أن الأخير أصدر قراراً منح بموجبه الوزراء الأكراد إجازة بعد انقطاعهم عن حضور اجتماعات مجلس الوزراء منذ أسابيع، وقرر المالكي إسناد الحقائب الوزارية التي كان يشغلها الوزراء الأكرد لوزراء آخرين بالوكالة. كان القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، أكد في 12 مارس الماضي أن «الأكراد لم يقرروا بعد الانسحاب من الحكومة، بل مراقبة الوضع والتشاور»، مشيراً إلى أن «جميع الاحتمالات مفتوحة». من جانبها، أعلنت «كتلة التحالف الكردستاني»، أن «قرار نوري المالكي بإعطاء إجازة مفتوحة للوزراء للكرد، دليل على سياسته غير الصائبة في الحكم». وقالت النائبة عن التحالف، أشواق الجاف ل«المصري اليوم»، إن «هذا القرار دليل على خلق أزمة جديدة في محاولة لنسف كل جهود السياسيين، لإيجاد حلول للمشاكل، ويشكل تناقضاً واضحاً ، فهو من جهة يرسل وفداً إلى إقليم كردستان، ومن جهة أخرى يخلق أزمة جديدة، وهو قرار لايستند إلى أي سند قانوني، ولا توجد فقرة في الدستور تجيز إيجاد بديل للوزير، وكل هذه الأشياء تدل على أن (المالكي) ليس لديه نية لحل المشاكل». من ناحية أخرى، هاجم ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه «المالكي»، زيارة وفد من الإقليم إلى الولاياتالمتحدة، واعتبره ذهب يستنجد بالولاياتالمتحدة، مؤكداً أن «الأخيرة لن تتخلى عن دورها في ما وقعت عليه من معاهدات». وقال القيادي في الائتلاف، عزت الشابندر، في تصريحات صحفية، إن «الأكراد ذهبوا يستنجدون بالولاياتالمتحدة، لكننا تربطنا بها معاهدات تقضي باستمرارها في دعم الديمقراطية بالعراق وحمايتها، وهي لن تتخلى عن هذا الدور الذي وقعت عليه». وأوضح «الشابندر» أن «الأكراد يريدون استمرار الدولة العراقية على أساس التوافق، وهناك لبساً في فهم معنى التوافق في ظل وجود نظام ديمقراطي». كانت رئاسة إقليم كردستان أعلنت قبل أيام أن وفداً من الإقليم سيتوجه إلى الولاياتالمتحدة ، لينقل رؤية القيادة السياسية الكردية إلى المسؤولين الأمريكيين بخصوص عدة قضايا. من جانبه قال الرئيس المشارك لحزب السلام والديمقراطية التركي، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، صلاح الدين دميرتاش، إنه أجرى نقاشات موسعة مع قياديي حزب العمال في جبل قنديل شمال العراق، وأن هذه النقاشات كان فيها الأمل، لكن هذا العمل ليس بالسهل ومنظومة المجتمع الكردستاني لديها تحسباتها. وجاءت هذه التصريحات بعد توجه وفد من حزب السلام إلى إقليم كردستان العراق لنقل رسالة زعيم حزب العمال عبد الله أوجلان إلى قادة الحزب في «جبل قنديل». وأكد «دميرتاش» بعد عودته من «جبل قنديل» إلى «أربيل»، عاصمة إقليم كردستان ، أن الرسالة التي كتبها عبد الله أوجلان بخط يده تم تسليمها إلى قياديي منظومة المجتمع الكردستاني،الذي يضم حزب العمال وعدداً من الحركات والمنظمات السياسية والمجتمعية الكردية، وقال: «لقد أخبرناهم عن اللقاء الذي أجريناه في سجن (إيمرالي) مع السيد (أوجلان)، ونقلنا آماله وأفكاره لهم، كما سلمناهم الرسالة التي كتبها بخط يده، وسيقومون بإجراء تقييماتهم خلال يومين أو 3 أيام، ليكتبوا بعدها الرسالة التي سننقلها إليه». وأشار «دميرتاش» إلى أنه لاحظ خلال لقائه مع قياديي منظومة المجتمع الكردستاني، مدى جديتهم، مضيفاً بأنهم يولون أهمية كبيرة لاقتراحات «أوجلان». كان وفد من حزب السلام والديمقراطية تألف من «دميرتاش» والبرلمانيين بروين بولدان، وسري سريا أوندير، توجهوا في 3 إبريل الجاري إلى جزيرة «إيمرالي» من أجل اللقاء مع «أوجلان»، وبعدها بيومين توجه «دميرتاش» و«أوندير» إلى «جبل قنديل» بإقليم كردستان العراق، لنقل رسالة «أوجلان» إلى قياديي منظومة المجتمع الكردستاني.