قالت مصادر مطلعة في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعلن هذا الأسبوع اختيار سوزان رايس، السفيرة الأمربكية الحالية لدى الأممالمتحدة، مستشارة له للأمن الوطني، لتحل محل توم دونيلون. وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يعد ذلك الاختيار بمثابة نجاح أخير لرايس، التي أخفقت سابقا في الفوز بمنصب وزير الخارجية، وذلك بسبب عراقيل وضعها قادة الحزب الجمهوري في الكونجرس، على خلفية ظهورها التلفزيوني العام الماضي، الذي تم تحميلها عبره مسؤولية تناقضات رد الفعل الأميركي على الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي، والذي قتل خلاله السفير الأمريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة من مساعديه. وسيسمح المنصب الجديد لرايس بمنافسة نفوذ وزير الخارجية الأمريكي الجديد، جون كيري، في تشكيل ملامح السياسة الخارجية لإدارة الرئيس باراك أوباما في ولايته الثانية. وسيمكن ل«أوباما» تعيين رايس، 48 عاما، بالمنصب دون انتظار موافقة مجلس الشيوخ، وذلك بعد خلو منصب مستشار الرئيس للأمن الوطني باختيار توم دونيلون وزيرا للخزانة، وكذلك مع خروج جون برينان، نائب مستشار الرئيس للأمن الوطني لمحاربة الإرهاب، والذي اختاره «أوباما» مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية. ويراهن زملاء رايس بالأممالمتحدة على نجاحها كمستشارة رئاسية للأمن القومي، وبخاصة عقب تسلم الولاياتالمتحدة للرئاسة الدورية لمجلس الأمن في يوليو المقبل. وقال بن رودس، المتحدث باسم مجلس الأمن، لصحيفة «واشنطن بوست»: «أعتقد أن رايس ستظل تحافظ على علاقة قريبة دائما مع الرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي»، موضحا أن طريقة تعاملها مع أزمة بنغازي «اتسمت بالنبل والروح العالية». غير أن المصادر قالت إن دخول رايس البيت الأبيض سيخلق بعض المشكلات، متوقعة استقالة دنيس ماكدونو مساعد دونيلون، وربما استقالة آخرين، بسبب «رايس» التي تعتبرها دوائر البيت الأبيض متشددة ومثيرة للمشكلات مع الذين حولها. وتعتبر سامانثا باور، مستشارة أوباما للشؤون الخارجية، المرشحة الأولى لخلافة رايس بمنصب الأممالمتحدة، وقالت المصادر إن وظيفة سفيرة لدى الأممالمتحدة ليست فقط قفزة إلى الأمام بالنسبة لباور، ولكنها تمثل أيضا مكسبا شخصيا لها، لأن العلاقة بين رايس وباور ظلت متوترة عبر سنوات.