كشف الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، عن أن الأولوية فى التطعيم ضد فيروس «H1N1» المعروف بأنفلونزا الخنازير ستكون للقيادات، وقال إن نسبة حالات الإصابة بالفيروس التى ليس لها مصدر معلوم هى 14٪ من إجمالى 1042 حالة، فيما وصلت نسبة الحالات الوافدة من الخارج 41٪، وأضاف الجبلى أمام لجنة الصحة بمجلس الشورى أمس، أن خطورة مرض أنفلونزا الخنازير تتمثل فى أنه أسرع انتشاراً من الأنفلونزا الموسمية بأربعة أضعاف. لافتاً إلى أن نسبة انتشار الأنفلونزا الموسمية فى مصر هى 10٪ بينما أنفلونزا الخنازير تنتشر بنسبة 8 فى الألف، وأكد الوزير أن كميات التاميفلو الموجودة فى مصر صالحة للاستخدام حتى عام 2012، حيث ورد إلى وزارة الصحة إخطار من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والدواء الأمريكى، يقول إن معيار العلاج للأدوية المصنعة والمعبأة هو 7 سنوات. وأوضح الجبلى أن وزارة الصحة تعاقدت مع شركة جلاكسو البريطانية لتوريد 5 ملايين جرعة ستصل نحو 80 ألف جرعة منها أواخر الشهر الحالى، وسيتم تطعيم الحجاج منها ولحسن الحظ فإن الآثار الجانبية للتطعيم ستكون قد ظهرت قبل وصول المصل. ودعا الجبلى المواطنين إلى اتباع نفس القواعد والأساليب التى اتبعوها خلال الأسبوعين الماضيين، مما أدى إلى تقليل حالات الإصابة، قائلاً: إن مصر من أقل الدول من حيث الإصابات بالنسبة لعدد السكان. وكشف الجبلى عن أن الذين سيحصلون على التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير فى المقدمة هم القيادات المسؤولة، وشدد على أنهم القيادات «مش الوزراء» مثل قيادات المرور وسكرتيرى المحافظات وموظفى المرافق فى الصرف الصحى وسائقى القطارات وأتوبيسات النقل العام والممرضات والأطباء والصحفيين. وقال الوزير إن المرض حتى الآن بسيط، لكنه يحمل مشكلتين، الأولى: أنه ممكن أن يصيب أحد الأشخاص الأصحاء 100٪ ويؤدى إلى وفاته خلال 24 ساعة وهذه حالات قليلة جداً، والثانية تتمثل فى تحذير منظمة الصحة العالمية طوال الوقت من تحور الفيروس ليصبح أكثر شراسة، وعن انتقادات البعض لمبالغة وزارة الصحة فى التهويل من المرض مقارنة بدول أوروبية تتعامل معه بشكل طبيعى، قال الجبلى إن مصر بها العديد من الخصوصيات التى تدفعها للتعامل مع المرض بشكل استثنائى، منها تكدس عدد السكان فى مساحة 7٪ من الأرض وهو ما يؤدى إلى سرعة انتشار المرض، فعلى سبيل المثال انتشر مرض أنفلونز الطيور من المنيا إلى الإسكندرية خلال 8 ساعات فقط، أما الخصوصية الثانية فهى توطن مرض أنفلونزا الطيور والخوف من اختلاط فيروس الخنازير مع الطيور وإنتاج فيروس آخر أكثر شراسة، بالإضافة إلى أن مليون مواطن يذهبون للحج كل عام بينما قامت دول أوروبا وأمريكا بتطعيم جميع المواطنين، فأمريكا مثلاً تكلفت 3.6 مليار دولار ونحن فى مصر نحتاج ملياراً و200 مليون جنيه لتطعيم المواطنين، وانتقد الجبلى قيام منظمة الصحة العالمية بتحديد قواعد ودرجات الاستعداد لفيروس أنفلونزا الطيور، لتكون هى نفسها الخاصة بأنفلونزا الخنازير، مؤكداً أن مصر رفضت هذه المعايير، لأن نسبة الوفيات بفيروس أنفلونزا الطيور وصلت إلى 60٪، وبالنسبة لقواعد إغلاق مدينة أو محافظة بسبب الإصابات، قال الجبلى إن مصر سوف تطبق قواعد خاصة بها تتضمن إغلاق المنطقة التى بها مستشفى يضم مرضى يعانون من الالتهاب الرئوى بنسبة من 5 إلى 10٪ أو إذا زادت معدلات الوفيات بنسبة من 1 إلى 2٪ أو إذا تزايدت أعداد الحالات فى متوالية هندسية، مشيراً إلى أن الصين أخذت بالمعيار المصرى. وفى سياق آخر، اتهم النائب جمال الزينى، عضو مجلس الشعب، وزارة الصحة بالتعاقد مع إحدى الشركات على توريد لقاح أنفلونزا الخنازير، خلال منتصف الشهر الجارى، قبل إجازة هذا اللقاح بشكل نهائى، ما يمكن أن يهدد المواطنين بآثار جانبية ومضاعفات. وقال النائب فى سؤال برلمانى عاجل وجهه إلى رئيس الوزراء ووزير الصحة، إن الوزارة أعلنت عن التعاقد مع شركة جلاسكو سميث كلاين الإنجليزية، لبدء توريد لقاح أنفلونزا الخنازير منتصف أكتوبر الجارى، حتى يتم تطعيم الحجاج المصريين بناء على طلب المملكة العربية السعودية، مع إخلاء مسؤولية الشركة المنتجة والوزارة عن أى مضاعفات تحدث للمواطنين، إذا أن اللقاح لم تتم إجازته نهائياً وتجربته. وأشار النائب إلى وجود 4 شركات أخرى تمت إجازة منتجاتها من قبل وكالة الغذاء والدواء العالمية «FDA» بينما لم تتم إجازة منتج الشركة الخامسة التى تعاقدت معها وزارة الصحة، الأمر الذى يثير التساؤل حول هذه الصفقة من جميع النواحى العلمية والتجارية على حساب صحة المواطنين.
