وهب الكاتب والمفكر بيومى قنديل نفسه للدفاع عن الهوية المصرية، وهو ما ظهر فى كتاباته التى كرسها لاستقراء السمات المميزة للمصريين على مستوى الأطر المعرفية والثقافية والعادات والتقاليد والدين واللغة.. قنديل الذى رحل عن عالمنا هذا الأسبوع عن عمر يناهز 67 سنة، ترك لنا العديد من المؤلفات التى تشى بنوع خاص من الكتابة يبتعد كثيرا عن المألوف والسائد، وينزع إلى صدمة القارئ بغرض إحداث أثر مضاعف لديه، من خلال اللغة المختلفة والأفكار الجريئة والوعى المتجاوز بقضية الهوية. ترك قنديل العديد من الكتب التى تطرح رؤيته عن الهوية المصرية، وترد المصريين إلى جذورهم الحقيقية، وتوضح الأثر الذى أحدثته الحضارات والديانات المختلفة فى هوية المصريين، وكيف أنهم نجحوا فى تمصير المسيحية والإسلام، وهى الإشكالية التى طرحها بشكل مبسط فى كتابه «دفاعا عن تراثنا القبطى»، الصادر عن دار ميريت للنشر، إذ أكد فيه أن الجذور العرقية للمصريين تعود إلى أفريقيا، بينما تعود الجذور المدنية والحداثية إلى أوروبا، لافتا إلى أن العرب هم فى النهاية أبناء عمومة للمصريين، إلا أن الهوية المصرية تظل محتفظة بأصالتها وتفردها أمام الهويات الأخرى، ويؤكد أن الثقافة الشفاهية المروية هى التى تحمل أبعاد الشخصية القبطية وتحتفظ بها على مر الزمن، ومن ثم تكون الهوية الأصيلة للمصريين راسخة فى تلك الثقافة الشفاهية.