معظمنا عنده «حماه» و«القولون» وجار عامل له محضر وتقرير طبى بأكثر من 21 يوما لذلك نهرب بجواز سفر مزور إلى المقاهى المجاورة حيث يبحث الزبون عن الراحة ولا يجدها ويبحث الضابط عن الزبون فيعثر عليه ويتم أول لقاء فى رحلة البحث عن «محام» شاطر يترافع وشخص معرفة يدخل له بطانية وسجائر فى التخشيبة... وأنا لا أعرف هل «المقاهى» فى بلادنا أكثر أم «الصيدليات»؟ وكل ما أعرفه أن المقاهى تحضر لنا «المطلوب» والصيدليات تحضر لنا «البديل» بدليل أنهم عند اختفاء لبن الأطفال بدأوا يحدثوننا عن إرضاع الكبير والضحية هو محدود الدخل الذى يعيش فى «قلوب» المسؤولين ثم ينتقل إلى الحنجرة عن طريق التنفس ويتغذى على تصريحاتهم ثم يتحول من «محدود الدخل» إلى «محدود العقل» عندما يصدق هذه التصريحات، لكن هل تفيد الإعلانات فى ترويج السلعة؟ نعم، بدليل فوز الدكتور يوسف غالى بجائزة أفضل وزير فهو الذى جعل الكلام عليه «جمرك» برسوم الكتب وحول منازلنا إلى لوكاندات بالضرائب العقارية، وبالضرائب العقارية أثبت الدكتور أنه يمكن للريح أن تأخذ من البلاط... وأن على ساكن القصر أن يقدم شهادة فقر فبعد سنوات قليلة سوف تخضع منازلنا البسيطة لهذه الضريبة الكبيرة ونصبح مجرد حارس قضائى عليها.. وبعد دراستى لهذا القانون اكتشفت فيه «ثغرة» كبيرة ممكن يدخل منها فأر إلى إحدى هذه الشقق فهل يكون التصرف هو وضع شريحة جبنة رومى فى الوعاء الضريبى لاصطياده أم الإمساك به من ذيله وتسليمه إلى الدكتور ومعه الشريحة؟! نوبة رجوع تشرفت لسنوات بكتابة عمود مقابل لعموده فى الصفحة الأخيرة وكان صاحب النفس الشامخة والروح الشفافة يثنى على ما أكتب ويحث القراء فى عموده على قراءة عمودى ثم غادر الصفحة فى رحلة علاج غادر بعدها الدنيا وهو يبكى الوطن ونحن نبكيه.. سلام سلاح يا صاحبى ونوبة رجوع إلى حضن الوطن.. الإنسان الدكتور محمد السيد سعيد مع السلامة يا جميل مع السلامة يا إنسان. [email protected]