بعد نحو أسبوعين من إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلى باحة المسجد الأقصى بمناسبة الأعياد اليهودية، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس، أنها أعادت فتح باحة الحرم القدسى أمام المصلين المسلمين والزوار حيث ساد الهدوء وتراجعت حدة المواجهات بين الفلسطينيين واليهود المتطرفين، يأتى ذلك بينما بدأت الخارجية الإسرائيلية شن حملة دبلوماسية لعرقلة التصويت على تقرير لجنة تقصى الحقائق الدولية حول الحرب على غزة فى مجلس حقوق الإنسان بجنيف. وقال شمويل بن روبى، الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية فى القدس، إن «مدخل جبل الهيكل أعيد فتحه بشكل طبيعى صباح أمس أمام المسلمين بدون قيود على الفئات العمرية أمام الزوار، بينما أعلن مسؤول ملف القدس بحركة فتح، حاتم عبد القادر، انتهاء اعتكاف مئات الفلسطينيين فى المسجد الأقصى الذين رابطوا فيه دفاعاً عنه أمام محاولات متطرفين يهود اقتحامه لأداء شعائرهم الدينية فيه بمناسبة عيد «العرش»، موضحا أن إنهاء الاعتكاف لا يعنى انتهاء الأزمة، ووجه عبدالقادر الشكر لمصر والأردن على دورهما فى إنهاء الأزمة، خاصة التدخل الشخصى للرئيس مبارك والعاهل الأردنى. كانت المواجهات اشتعلت بين الفلسطينيين واليهود المتطرفين والشرطة بعد سعى آلاف من اليهود المتطرفين لاقتحام المسجد. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان أن الشعب الفلسطينى لا يبحث عن انتفاضة ثالثة لكن «العاصفة حول القدس لن تنتهى» ما دام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يحرك المستوطنين ويدفعهم للصلاة فى المسجد الأقصى». ومن جهة أخرى، أعلن صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الرئيس محمود عباس «أبومازن» لن يتهرب من مسؤولياته، وسيلقى خطابا شاملاً فى وقت لاحق يوضح فيه الملابسات المتعلقة بتقرير بعثة تقصى الحقائق حول حرب غزة التى يترأسها القاضى ريتشارد جولدستون الذى سيطرح اليوم على مجلس حقوق الإنسان فى جنيف فى إطار اجتماع استثنائى للتصويت عليه. وأضاف أن «استغلال حماس ما حدث حول تأجيل التقرير والاتهامات والحملة غير المبررة التى شنتها تهدف للإبقاء على الانقسام الفلسطينى، وأكد أن السلطة طالبت الإدارة الأمريكية، خلال اللقاء مع المبعوث الأمريكى للسلام جورج ميتشل، بإيجاد آلية لتنفيذ الالتزامات المترتبة على إسرائيل فى خطة خارطة الطريق. وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أنه على ضوء التغيير الحاصل فى موقف «أبومازن» فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية بدأت استعدادها مرة أخرى لشن حملة دبلوماسية دولية جديدة لمواجهة احتمال تصويت مجلس حقوق الإنسان فى جنيف على تقرير المحقق الدولى ريتشارد جولدستون الذى يتهمها بارتكاب جرائم حرب أثناء حربها على قطاع غزة، ويأتى هذا التطور إثر توجه السلطة الفلسطينية لإعادة طرح التقرير مجدداً. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسى إسرائيلى قوله إن الخطوة الفلسطينية تسببت فى حرج بالغ للإدارة الأمريكية، وتجرى فى واشنطن وإسرائيل محاولات لبلورة رد فعل منذ يومين. وبعد جولته التاسعة منذ توليه منصبه - التى باءت بالفشل فى التقريب بين وجهتى النظر الفلسطينية والإسرائيلية لاستئناف مفاوضات السلام بالتزامن مع الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى - التقى ميتشل رئيس الوزراء الإسرائيلى فى القدس فى نهاية جولته، بينما قال مسؤول إسرائيلى، لم يذكر اسمه، إن تل أبيب قد توافق على طلب الفلسطينيين الشروع فى مفاوضات الوضع الدائم. ومن جهة أخرى، قررت اللجنة المركزية لحركة «فتح» ضرورة تقرير تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية يوم 25 من الشهر الجارى، وأكدت الحركة رفض استئناف المفاوضات مع إسرائيل دون الوقف الكامل للتوسع الاستيطانى فى الضفة والقدس.