دعا مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الأمريكى جون الترمان، مصر لعدم القلق من الحوار الأمريكى مع إيران، مؤكداً أن هذا الحوار ليس معناه أن الولاياتالمتحدة ستقدم تنازلات أو تقوم بشىء على حساب مصر للحصول على مصالح من طهران. وقال الترمان، فى حوار عبر الفيديو كونفرانس، والذى نظمته السفارة الأمريكيةبالقاهرة، مساء أمس الأول: «لا أعتقد أن مصلحة مصر مهددة من خلال الحوار الأمريكى - الإيرانى بل على النقيض، فإن تغيير سلوك طهران يحفظ مصالح القاهرة»، مشيرا إلى «تشابه» المصالح الأمريكية - المصرية بالنسبة لإيران، حيث تسعى القاهرةوواشنطن إلى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، وإنهاء الإرهاب، وتكوين حكومة فلسطينية شرعية واحدة، وهذا يجعل «مصر والولاياتالمتحدة فى صفحة، وإيران فى صفحة أخرى»، على حد قوله. وأضاف: «إذا استطاعت الولاياتالمتحدة احتواء إيران فسيكون هذا أفضل للمنطقة»، لافتا إلى أن واشنطن ليست هى من دعت إيران لاجتماع قمة عربية، وليست هى من استقبلت رئيسها، واصفا محاولة الولاياتالمتحدة بإشراك طهران بأنه «تعريب للسياسة الخارجية الأمريكية». وقال إن إيران «منخرطة» فى كل قضايا المنطقة فى العراق وأفغانستان وباكستان، لذلك «لابد من احتوائها»، مشيراً إلى أن «التطرف فى باكستان وأفغانستان هو التهديد الرئيسى للولايات المتحدة». واعتبر أن سياسة الولاياتالمتحدة السابقة فى عزل أعدائها «لم تكن ناجحة»، حيث «زادت قوة» إيران وسوريا وحركة «حماس» و«حزب الله» بعد خمس سنوات من عزلها. وتوقع الترمان أن تشهد العقود الثلاثة المقبلة إعادة تعريف للدبلوماسية بشكل يتجاوز التعامل بين حكومات الدول المختلفة، ويزيد من التعاملات بين المنظمات غير الحكومية مثل «حماس» و«حزب الله»، حيث «لم تعد قضايا الحرب والسلام والقضايا الاجتماعية بيد الحكومات وحدها». وحول زيارة الرئيس حسنى مبارك المرتقبة الى الولاياتالمتحدة، قال الترمان إنه ليس متأكدا مما سيبحثه مبارك مع نظيره الأمريكى باراك أوباما، مشيراً إلى أنه طوال الفترة الماضية كان يرى أن العلاقات بين البلدين تتسم «بالتوتر» . وأوضح أن واشنطن ترى أن المليارات التى أنفقتها على شكل مساعدات إلى مصر «لم تؤد إلى نشر مشاعر إيجابية تجاه الولاياتالمتحدة بين المصريين»، مشيرا إلى أن «كل طرف يشعر بأنه لم يحصل على نتائج تساوى ما يقدمه للآخر». وقال إن «التوتر بين البلدين زاد فى فترة حكم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، وتوقفت زيارات الرئيس مبارك»، معرباً عن اعتقاده بأن أوباما «يحاول تغيير هذا الجو». واقترح الترمان أن «تشترك القاهرةوواشنطن فى مشروع كبير لإعادة إحياء العلاقات بين البلدين»، موضحا أن مصر والولاياتالمتحدة اشتركتا من قبل فى مشروع كبير هو معاهدة كامب ديفيد، منذ 30 عاماً. وقال «علينا التفكير سويا فى هذا المشروع على المدى البعيد، لاستبعاد مشاعر الغضب والعدائية الموجودة حاليا لدى المصريين تجاه الولاياتالمتحدة». وحول ما إذا كانت إدارة أوباما ستعمل على دعم الإصلاح الديمقراطى فى مصر ودول المنطقة، أو ستحاول الحفاظ على حلفائها فى حكومات الشرق الأوسط الحالية، قال الترمان «هذا فخ اختيار مضلل»، مؤكداً أهمية الخيارين معا، وموضحاً أن «إذا كان الهيكل الداخلى لمصر منظم فهذا سيكون أفضل للقاهرة وللولايات المتحدة». ورفض الخبير الأمريكى تقسيم الشرق الأوسط إلى مناطق سنية وشيعة، وقال «هذا التقسيم غير مفيد، فالطبيعة الطائفية غير موجودة بالفعل، ومن يتحدث من الخبراء عن التقسيم الطائفى ليست له مصداقية».