أثارت تصريحات الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة - فى برنامج «القاهرة اليوم» حول ضغوط التيار الإسلامى فى مجلس الشعب، لتمرير قرار ذبح الخنازير، وإعلانه زيارته البابا شنودة، لاستشارته فى قرار الذبح، باعتبار أن أغلب العاملين فى تربية الخنازير من الأقباط - جدلاً واسعاً فى الدوائر السياسية والبرلمانية، فبينما وصفها البعض بأنها «تبرير لعجز الحكومة عن تنفيذ قرار الذبح»، وأن وراءها أبعاداً سياسية وليست طبية، رآها آخرون «متناقضة» وتعبر عن «فوضوية» الطبيعة المصرية. قال الدكتور حمدى حسن، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للإخوان، فى مجلس الشعب: «لا يزعج التيار الإسلامى فى المجلس وجود الخنازير فى مصر، لأن المسلمين لا يأكلونها، وكان كل اعتراضنا طوال الفترة الماضية، وقبل تفشى مرض أنفلونزا الخنازير، هو نقل الخنازير خارج الكتلة السكنية وخلق بيئة صحية لها، كما يحدث فى الخارج، لكن تصريحات الوزير وراؤها أبعاد سياسية، موضحاً أن الحكومة أيقنت فى يومها الثالث أنه من المستحيل تنفيذ عمليات الذبح، رغم أن قرار التوصية جاء بإعدامها فى أماكنها وتعويض ملاكها، لكن الحكومة بدلت التوصية إلى ذبح، خاصة بعد زيارة الدكتور حاتم الجبلى للبابا شنودة». وتابع: «الدولة تقوم بذبح 1000 خنزير يومياً، وتربى نحو 350 ألف خنزير، وبالتالى تحتاج ما يقارب عاماً كاملاً للتخلص من تلك الحيوانات، والحكومة تحاول التهرب من مسؤوليتها فى تنفيذ القرار والتمهيد لتغييره من خلال تصريحات الجبلى». ووصف الدكتور حمدى السيد، تصريحات الجبلى ب«المبالغ فيها» وقال: «أول من طالبت بإعدام الخنازير كانت عضوة مجلس شعب مسيحية وقالت وقتها: إن كانت الحكومة أعدمت الدواجن، فالخنازير لن تكون أكثر قيمة من البشر، ودعم القرار أغلبية الحزب الوطنى وعدد كبير من رموزه الكبيرة. وأضاف: «أذكر أيضاً أنه فى الجلسة ذاتها طالب أكرم الشاعر، أحد قيادات التيار الإسلامى، وهو طبيب، بأن يتم ذبح الخنازير بدلاً من إعدامها، وهو ما يبين أن القرار كان جماعياً، كما أن تصريحات الوزير الآن تناقض تصريحاته المتتالية حول خشيته من تحور المرض عن طريق الخنازير». قال الدكتور أحمد حسين، أستاذ الدواجن وبحوث الإنتاج الحيوانى، «الدولة فى أزمة أنفلونزا الطيور قامت بإعدام 35 مليون طائر منها الحمام، رغم أنه لا يصاب بالمرض، ولم تتخذ قرار الذبح فى وقتها لأن طاقتها العادية لا تكفى ذبح 80٪ من الإنتاج اليومى للدواجن، وبالمثل مذابح الخنازير غير المؤهلة لاستقبال هذا العدد، بالإضافة لاستغراق الدولة وقتاً طويلاً فى تحليل عينات الخنازير لعدم وجود أطباء بيطريين قادرين على الدخول لمنطقة زرائب الزبالين طوال الفترة الماضية». أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير فى الشأن البرلمانى، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، أن «قرار إعدام الخنازير ليس إخوانياً، لأن الإخوان لا يملكون سوى 20٪ من مقاعد مجلس الشعب، لكن القرار فضح العجز الموجود بعدم توافر أدوات لتنفيذ أى قرار تتخذه السلطة العامة، فبدأنا نسمع عن شكوى من عدم وجود مجازر وثلاجات».