وصف آلان دى بوزيلاك، رئيس الإعلام الخارجى الفرنسى، رئيس مجلس إدارة قناة «فرانس 24»، الفرنسية، الرؤية الإعلامية لقناتى الجزيرة و«B.B.C» بأنها «محدودة» فى تناول القضايا المختلفة، مؤكداً اهتمام بلاده بالبحث عن دور فى الشرق الأوسط. وشدد بوزيلاك على حرص فرنسا على تقديم وجهة نظرها فى الأحداث العالمية، من خلال رؤية متوازنة تتسم بالموضوعية، من خلال القناة، لافتاً إلى أن غالبية رواد صالونات الفكر الكبرى، استقوا معلوماتهم من قناتى C.N.N وB.B.C، بما جعل وجهتى النظر الأمريكية والبريطانية هما الأكثر شيوعاً. وقال دى بوزيلاك، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أثناء وجوده فى القاهرة لبدء إطلاق البث اليومى للقناة، باللغة العربية، لمدة 10 ساعات يومياً: «إن وسائل الإعلام هى أسرع مسافر إلى كل دول العالم، وأن اختيار القاهرة لبدء البث اليومى، كان بسبب ثقلها وتاريخها إلى جانب أنها تشكل أهمية قصوى بالنسبة لفرنسا». وأضاف أن فرنسا ترغب فى أن تكون القناة منفذاً إعلامياً، يعطى نوعاً من التوازن فى طرح المعلومات، مؤكداً حرص مسؤولى القناة على حياديتها، مشيراً إلى أن الC.N.N وB.B.C تقدمان القضايا الدولية والصراعات المختلفة، فى العالم، من خلال رؤية شخصية، سواء فيما يتعلق بإسرائيل أو ما يخص فلسطين، أو لبنان، أو أى دولة أخرى. وأكد بوزيلاك، عزم القائمين على القناة على أن يكون هناك نوع من التناغم والتوافق بين «الميديا» الفرنسية المختلفة، سواء على مستوى المحتوى المقدم والاستفادة منه فى أشكال ميديا متعددة، أو على المستوى الاقتصادى، من خلال تقليل التكاليف، لافتاً إلى أنه سيكون هناك تنسيق بين راديو «مونت كارلو» والقناة، لإحداث هذا التوافق الإعلامى. وأكد بوزيلاك أن فرنسا تولى الثقافة نفس درجة الاهتمام بالاقتصاد، من خلال الاهتمام بالثقافات المختلفة فى العالم، ودراسة تاريخ الدول وتكثيف الضوء على عاداتها، فيما ترى الدول الناطقة باللغة الإنجليزية أن الاقتصاد هو المعيار الأساسى فى التعامل مع الدول، لافتاً إلى أن حرية الرأى والرأى الآخر مكفولة فى فرنسا، من خلال عرض جميع وجهات النظر، فى نقاشات مفتوحة بعيدة عن الانحياز، «وهى ثقافة فرنسية نحاول نقلها وهو الأسلوب الذى سنتناول به الأحداث الجارية». وتابع أن القناة أجرت استطلاعاً، بين عينة من الشباب من 15 إلى 30 عاماً، تبين أن 88٪ منهم يرغبون فى مشاهدة قنوات تحمل رؤى ووجهات نظر مختلفة عن المحتوى المقدم حالياً، خاصة فيما يتعلق بالسودان وغزة والعراق وبعض مناطق أخرى فى الشرق الأوسط والعالم، مؤكداً أن 90٪ من الجزائريين، الذين يشاهدون قناة «فرانس 24» يتابعون قناة الجزيرة، وأن هؤلاء المشاهدين بعد فترة سيكونون رأيهم ثم يفضلون ما يولون له الاهتمام بالمتابعة. وشدد دى بوزيلاك على استقلالية وحيادية القناة الفرنسية، ونفى أن تكون صوتاً للحكومة، مؤكداً أن القناة، التى تتحول إلى مجرد صوت ونافذة تعبر عن الحكومة، هى نافذة «ميتة»، مشيراً إلى أن قناة «روسيا اليوم»، التى تبث ب15 لغة ولها مطبوعات تصدر عنها، لا تتمتع بأى مصداقية «لأننا نعلم أنها موجهة وليست مستقلة». ونفى تلقى القناة أى تعليمات من الحكومة الفرنسية، منذ إطلاقها عام 2006، مؤكداً أن التمويل الحكومى للقناة لا يعنى أنها موجهة، وأن الإعلام والإعلان موضوعان مختلفان، وأن لكل منهما قواعده، مؤكداً أن القانون الأخلاقى قد يمنع بعض مسؤولى القنوات من بث أمور من شأنها إحداث صدمة للمتفرج، مثل إعلان أطفال غزة، الذى رفضت بثه B.B.C، بينما الإعلام هو تقديم معلومة يجب توصيلها بأمانة. وأضاف أن القنوات الإعلانية تعتمد على الإعلانات فى تمويلها، وأن ال B.B.C تعتمد على 75٪ من تمويلها من خلال الإعلانات، وهى تجارة.