خشوعاً أيها الأصدقاء.. موكب الرحيل إلى الضفة الأخرى يتتابع الحزن هذه المرة مكثف وثقيل.. شجرة باسقة من أشجار الفن والإنسانية مال إلى أمة الأرض ليتوسدها ويستريح.. أنعى لكم يا أصدقائى شاعراً سويسياً رحل واقفاً وهو يلقى قصيدته فى ندوة بالعريش بمناسبة عيد تحرير سيناء.. كانت القصيدة فى حب مصر.. أنعى لكم الشاعر والمترجم والمثقف وعضو اتحاد الكتاب كامل عيد رمضان، زعيم «حزب الحمير»، الذى أسس هذا الحزب قبل وفاته بعام، وكان من مؤسسى هذا الحزب الروائى المبدع محمد الراوى، الذى علمنا أبجديات الأدب، والمشاغب الجميل كابتن غزالى الذى غرس فينا الوطنية، وهما توأما روحه، علاوة على أربعة عشر شاعراً وشاعرة جميعهم أعضاء فى اتحاد كتاب مصر. ما أقسى لعبة الموت.. الآن أدركت ضرورة أن يكون هناك بعث بعد الموت، كى يقف كل إنسان ويقرأ صفحته.. أجل يا أستاذ كامل يجب أن يكون هناك بعث للحياة بعد الموت كى يقف كل إنسان ويقرأ صفحته، كى تنهض على قدميك من جديد وتصيح فى العالمين.. هذا كتابى وتشيح بذراعك الرشيقة تنتقل بقوامك السمهرى الأسمر النحيل وتقول.. شكراً إنى وهبت الحياة مرة وهذا ما قدمته لحياتى.. ماذا تقول يا كامل حين تقرأ فى كتابك؟.. أنا أقولها نيابة عنك ولو أنك لم تكن تحب أن ينوب عنك أحد.. كنت أنت النائب عن الجميع، وكنت أنت الذى تدفع الثمن من صحتك نيابة عنا.. إن كامل عيد واحد من هؤلاء الرجال الذين تحس معهم أنهم منذورون لرسالة، وكان هذا هو مركز القوة فيه إيمانه بدوره كشاعر وكاتب ومفكر.. و.. من عاش بالناس يا كامل لا يرحل وحيداً.. بل يجد القلوب فى انتظاره.. تعزف له الألحان التى لم يعزفها.. و.. قد آن للقلب الجريح أن يستريح.. فاحفر هنا قبراً ونم.. وانقش على الصخر الأصم.. يا نابشاً قبرى حنانك.. ها هنا قلب ينام.. لا فرق من عام ينام وألف عام.. هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام! محمد غازى عضو «حزب الحمير» - السويس المحرر: معذرة كنا نحذف عند النشر كلمة «حزب الحمير».. والآن وقد وضحت الرؤية.. أعتقد أن عليكم بيع الاسم لآخرين أجدر به.. مع الاعتذار للحمير!
