أتمنى أن ننجح فى ذبح كل الخنازير بأسرع وقت ممكن.. فمصر ستكون أفضل بكثير بدون الخنازير. والخنازير حيوانات تأكل كل شىء ولا تفرق بين القمامة العفنة وأفخر أنواع الطعام.. تأكل الفئران والجيف، بل إنها لا تمانع فى أكل جثث غيرها من الخنازير التى تعيش معها وتأكل من نفس مقلب القمامة.. فالكل عندها يتساوى طالما أنه فى التراب.. وهى لا تشعر بأى مشكلة فى أى تصرف تقدم عليه أو أى حماقة ترتكبها.. فهى خنازير.. لا شىء يمنعها على الإطلاق من فعل أى شىء.. لا تحس ، ولا تهتم، ولا ضمير يؤنبها مهما أخطأت حتى ولو كان الخطأ فى حق أحد المقربين لها من زملائها الخنازير. والخنازير مخلوقات بمواصفات جيدة جداً، ولكنها تستخدمها فى الضرر دائماً ولا تستخدمها فيما ينفع.. فلديها أنف مميز، وتتمتع بحاسة شم قوية للغاية، وفتحات أنوفها الواسعة فى وجوهها المدببة تمكنها من البحث عن الديدان التى تختبئ منها فى باطن الأرض ، فتنبش عنها وتكتشفها وتلتهمها بنهم.. كما أن أرجلها المؤهلة للسير فى الأوحال، تستخدمها فى الغوص فى الطين بحثاً عن طعامها الردئ، ولا تهتم إذا اتسخت بطونها بالطين، فالعبرة لديها بالأكل، رغم أنه لا تشبع أبداً.. وهذة الحواس والإمكانيات تستخدمها الخنازير بقوة فى الدفاع عن نفسها. والخنازير ليس لها لون محدد وواضح رغم رائحتها الكريهة والنفاذة التى لا تختلف باختلاف الموقع الذى تعيش فيه.. فمنها الأسود والأبيض والبنى والوردى، بل إن منها أصناف تجمع بين كل هذه الألوان.. ولكن اختلاف الأشكال والألوان، وحتى اختلاف النشأة والتربية، لا تعنى اختلاف الطبائع.. فهى خنازير أولاً وأخيراً، تلتهم كل ماتجده على الأرض، سواء كان حياً أو ميتاً، ولا فرق لديها بين الصالح والخبيث.. فالمهم أن تأكل وتأكل وتأكل.. فلم نعرف خنزيراً يترك طعامه لزوجته أو ابنه أو حتى أمه.. ولم نعرف خنزيراً لديه حياء.. والخنزير بطبعه ديوث لا يعرف الشرف ولا الكرامة حتى لو كان خنزيراً برياً شرساً عنيفاً قوياً. والخنازير فى كل دول العالم تعيش فى مزارع، ويسعى أصحاب هذه المزارع لتنظيفها، فالخنزير هو أكثر الحيوانات المؤهلة لنقل الأمراض والأذى بكل أنواعه.. وتنظيف مزارعها يقلل قدر المستطاع من إمكانية نقل الأذى للبشر، رغم أنه لا يمنعه.. ولكنها عندنا تعيش وسط مواطنين يخدمونها، وهى خدمة تزيد الطين بلة، وتدعم القذارة فى سلوك الخنازير.. فهم يجمعون لها القمامة من كل مكان فى مصر، ويلقونها أمامها ليلقفوا منها ما تشاء، بل إن هؤلاء يبللون القمامة أحيانا بالماء لإكساب طعام الخنازير مزيداً من القذارة.. وكلما زادت القذارة شعرت الخنازير بالسعادة، فهى ترتاح لهذا المناخ، وليس من مصلحتها أن تعيش فى مناخ صحى نظيف، وبالتبعية فإن من يخدمون هذه الخنازير أصبحوا يشعرون بامتنان لهذه الخنازير، ويدافعون عنها بقوة، وتعايشوا معها فى هذا الوسط، وأصبحت المصلحة بين الخنازير ومن يخدمونهم واحدة. فالخنازير هى مصدر الرزق لهم، وتدر عليهم أرباحاً طائلة.. فحدثت الألفة بينهم وبين الخنازير التى تعيش معهم نهارا،ً وتبيت معهم ليلاً وفى نفس المكان.. ولا يتصور من يعيشون حول الخنازير أنهم يستطيعون الحياة بشكل أفضل مما يعيشون فيه، فهم لا يريدون حتى تخيل أنهم سيصبحون يوماً فلا يجدون الخنازير معهم وحولهم.. والمصريون الطيبون البعيدون عن هذه المواقع أيضا لا يمانعون فى وجود مزارع الخنازير بكل ما فيها من ممارسات سلبية وخطيرة، فهم يؤثرون السلامة، ويرون أن الخنازير لا تشكل خطراً مباشراً عليهم ولا تؤذيهم، فلماذا يتدخلون طالما أنهم يعيشون بسلام بعيداً عن وجع الدماغ.. هم فقط يسدون أنوفهم كلما اضطرتهم الظروف للمرور بالقرب من إحدى مزارع الخنازير ذات الرائحة التى تفسد المناخ كله. ولكن الطامة الكبرى حدثت.. وجاء الخطر من حيث لا يتوقع أحد.. فهذه الخنازير أصبحت مصدراً لأذى عام للمجتمع كله.. أذى لا يبقى ولا يذر، ولا يفرق بين أحد من بنى البشر.. فأصبحت تربية الخنازير تعنى فناء البشر، وبقاء البشر يعنى فناء الخنازير.. طبعاً المحيطون بالخنازير يشعرون أن التخلص منها يعنى التخلص منهم شخصياً، فهم فقط المستفيدون من الخنازير وقذارتها ونفاياتها، ولا يزعجهم الفساد الذى تسببه.. وهم لا يريدون النظر بشكل أكثر موضوعية وعقلانية.. فالمستقبل- بالتأكيد- سيكون أفضل إذا خلت الحياة من الخنازير ، فغامر بعضهم بحياته لحماية الخنازير، وبعضهم سعى لتهريبها خوفاً عليها من الذبح. المطلوب أن يشعر الذين أفنوا ما فات من عمرهم فى خدمة الخنازير أن الحياة بدونهم أفضل وأنقى وأصلح للجميع.. ومطلوب أيضا أن يشعروا أن مصلحتهم معنا وليست مع الخنازير.. فلا يمكن أن يكون مصير 200 ألف خنزير فقط فى مصر أهم من 80 مليون إنسان مصرى. فعلاً.. الحياة ستكون أفضل بدون خنازير.. أتمنى ذبح جميع الخنازير فى مصر قبل أن تنجح هى فى قتلنا. [email protected]