مواطن مصرى ل «نيويورك تايمز» بعد تبرئته من أحداث 11 سبتمبر: أشعر بارتياح لكن التجربة خلفت مرارة فى حلقى

قال عبدالله حجازى، المواطن المصرى، الذى دفعت له الإدارة الأمريكية تعويضا قدره ربع مليون دولار، لتسوية نزاعهما القضائى الذى استمر 7 سنوات، على خلفية اتهامات بتورطه فى أحداث 11 سبتمبر، إنه يشعر بارتياح، لكنه أكد فى الوقت نفسه أن ما جرى له مازال يخلف لديه شعورا بالمرارة فى حلقه، متسائلا: «لماذا استغرق الأمر كل هذه السنوات؟».
غير أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلت عن حجازى (38 سنة) فى اتصال هاتفى من القاهرة، التى يقيم فيها حاليا، قوله إنه رغم كل ما حدث يفكر فى العودة مجددا إلى الولايات المتحدة، لكن تساوره الشكوك حول كيفية استقبال السلطات له، مشيرا إلى أنه بعد تبرئته ظل مقيما فى الولايات المتحدة حتى عام 2004، ليحصل على شهادة الماجستير فى الهندسة ثم عمل مدرسا فى إحدى المدارس المصرية.
وكان حجازى قد ألقى القبض عليه عقب أحداث 11 سبتمبر، بعد ادعاء أحد ضباط الأمن بعثوره على جهاز لاسلكى للاتصال بالطائرات فى غرفة فندق «ميلينيام»، الذى كان يقيم به، والمطل على مركز التجارة العالمى.
وبحسب الصحيفة، استجوبت الشرطة الفيدرالية (F.B.I) حجازى- وهو ابن أحد الدبلوماسيين السابقين – وأجبرته على الاعتراف بامتلاكه جهازاً لاسلكياً واشتراكه فى الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمى، ونقلت الصحيفة عنه قوله إن الضابط هدده بقتل أفراد أسرته فى مصر، وأنه لم يكن لديه خيارات سوى الاعتراف بالجريمة لحماية أسرته، وأضاف حجازى أنه حاول إنكار الاتهامات الموجهة له، وطالب بإخضاعه لجهاز كشف الكذب، لكن بسبب تهديدات الضابط، اضطر إلى اختلاق قصة عن امتلاكه جهاز لاسلكى.
وبينما رفض مكتبا المباحث الفيدرالية ومحامى الإدارة الأمريكية التعليق على حكم التسوية، أوضح جوثان عبادى، محامى حجازى، أن التسوية مع الإدارة الأمريكية تمت الموافقة عليها فى يوليو 2009، وبموجبها يحصل على 250 ألف دولار بعد معركة قضائية استمرت 7 سنوات حيث تم شطب القضية قبل أن يعاد رفعها فى محكمة الاستئناف، مشيرا إلى أن موكله كان بريئا تماما وضحية لهذه الاستجوابات.
كان حجازى قد سافر إلى الولايات المتحدة عام 2001، لدراسة هندسة الكمبيوتر فى جامعة بوليتيك بولاية بروكلين، وتم حبسه لمدة شهر فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر، قبل أن يتم الإفراج عنه فى يناير 2002، بعد أن شهد أحد الطيارين بامتلاكه جهازاً لاسلكياً، وبعد اعتراف حارس الأمن بالفندق باختلاق القصة.