على مدى ساعتين، استضافت «المصرى اليوم» فريق عمل مسلسل «الباطنية» لمناقشة تفاصيل العمل منذ بداية الإعداد له، وحتى عرضه على القنوات الفضائية. فريق العمل رد على الاتهامات التى واجهها المسلسل ومنها احتواؤه على مشاهد مكثفة لتدخين الشيشة الأمر الذى لا يتناسب مع شهر رمضان الكريم. غادة عبدالرازق: بنت البلد قريبة من شخصيتى اعترفت غادة عبدالرازق بأنها تأثرت بفن نادية الجندى، وقد عرض فيلم «الباطنية» على إحدى القنوات الفضائية أكثر من مرة قبل بداية تصوير المسلسل بأيام قليلة، لكنها رفضت مشاهدته حتى لا تتأثر بشخصية «وردة»، لذلك تعاملت مع المسلسل على أنه قصة جديدة، ولم يسبق لأى ممثلة أخرى تقديم دور مماثل، وعن التحضير للشخصية قالت: دائما أرسم الشكل الخارجى للشخصية قبل بداية التصوير سواء «مكياج» أو «شعر» أو «إكسسوارت» أو غيرها، ثم أتعامل ما كتبه السيناريست بالإضافة إلى رؤية المخرج وإحساسى بالشخصية، ومن هنا تتكون ملامح الشخصية، وبصراحة لم أتعب فى الوصول إلى شخصية «وردة»، لأن شخصية بنت البلد قريبة من شخصيتى وملامحها قريبة جدا منى، والدور الصعب بالنسبة لى هو تجسيد دور الفتاة «الكلاس، لكن بنت البلد إما طيبة أو شريرة، والاختلاف فى طريقة الكلام والملابس والأداء». وعن التحول فى الشخصية، قالت غادة: الشخصية تنقسم إلى جزأين: الأول اقتصر على إظهارها بأنها فتاة طموحة هدفها الزواج وتحقيق ثروة، وهى ترى نفسها تستحق أكثر من ذلك، لكن الدور الحقيقى يبدأ مع الصراع بين «وردة» والذين دمروا حياتها، وهذا النوع من الشخصيات يحمل رسالة اجتماعية، فعلى المستوى، فتاة لها طموح، لكن عندما تجد من يقف ضدها ويحاربها تتحول إلى شريرة. محمد النقلى: استعنا بالشرطة والفتوات لتصوير 40 مشهدًا عبر المخرج محمد النقلى عن سعادته بالمسلسل خاصة بعد موافقة التليفزيون على عرضه رغم أنه يناقش قضايا المخدرات، ولأنه كان يستبعد موافقة التليفزيون، لم يحذف أى مشاهد تضم تدخين شيشة أو سجائر، قائلاً: لا يصلح أن أصور الباطنية دون تدخين أو شيشة، فهل يصلح أن أصور معلمة دون شيشة؟ فلا بد من نقل الجو العام بشكل يقنع الجمهور، كما أننى لم أظهر ممثلاً يدخن دون مبرر درامى، وعندما قدمت 10 حلقات للتليفزيون المصرى من المسلسل دون موسيقى تصويرية، كنت فاقداً الأمل فى العرض، لكننى تلقيت اتصالا من د. فوزى فهمى وطلب منى 5 حلقات إضافية، فشعرت وقتها بأن المسلسل من الممكن عرضه، وأرسلت ثلاث حلقات إضافية إلى لجنة المشاهدة وتمت الموافقة على عرض المسلسل لأنه يناقش قضايا مهمه منها الترابط الأسرى وتعدد الزوجات، ونفى النقلى تصوير عدد كبير من المشاهد فى ديكور داخلى وقلة عدد المشاهد الخارجية، وقال: بالعكس صورنا عدداً كبيراً من المشاهد «خارجى»، وصورت فى الحارة لمدة أربعة أيام، وفى الباطنية لمدة ثلاثة أيام، مرورا بالعين السخنة وشرم الشيخ ومرسى مطروح وكازينوهات مطلة على النيل ومنطقة المقطم وغيرها. وأكد النقلى أنه واجه صعوبات عديدة أثناء التصوير فى منطقة الباطنية، وقال: استعنا بقوات من الشرطة، وعدد من فتوات الباطنية تقاضوا أجورًا طول مدة التصوير هناك، وقد صورت 40 مشهداً قصيرًا فى شوارع الباطنية، ورفضت تصوير مشاهد حوارية طويلة، كما حدثت أيضا مشكلة مع سيدة هاجمتنا واتهمتنا بالإساءة لأهالى المنطقة. لوسى: غيرت فى الأزياء وبعض جمل الحوار بعد أن قرأت لوسى أول ثلاثة مشاهد من دورها شعرت أنها «بهيجة»، واتصلت بمؤلف المسلسل وقالت له «سوف أستمتع بالتمثيل فى الباطنية». بالرغم من أنها كانت تصور مسلسلاً آخر فى الوقت نفسه يعرض خلال شهر رمضان. و قبل بداية تصوير أى عمل، تكون لوسى تفاصيل للشخصية وتفترض لها أسرة من أب وأم، وهذا ما فعلته مع شخصية «بهيجة»، وظهر فى تعاملها مع «العقاد» خلال المسلسل، كما اقترحت على المؤلف تغيير بعض الألفاظ حتى تشعر بارتياح أكثر للشخصية، ورفضت أن ينادوها ب«يا أبلتى»، واقترحت على المؤلف تبديلها ب«يا مرات أبويا» وكان متفهماً ووافقها الرأى، كما تدخلت فى ملابس الشخصية مع مصممة الأزياء واقترحت عليها بعض الملابس وألوانها حتى تتناسب أكثر مع الشخصية والمشهد الدرامى الذى تقدمه، أما فى آخر حلقات المسلسل عندما يكبر حفيداها ظهرت دون مكياج تقريباً، كما غيرت فى الذهب الذى استخدمته فى بداية المسلسل لأنه ليس منطقياً أن تستخدم الذهب نفسه على مدار 17 عاماً تقريباً، كما غيرت فى نبرة الصوت وطريقة المشى حتى تتناسب مع سيدة فى الأربعينيات من عمرها، وعن تركيب سنة ذهبية قالت: هذا كان اقتراحى قبل بداية التصوير، ووافقنى المخرج، لذلك ذهبت إلى طبيب الأسنان الخاص بى وطلبت منه تركيب سنة ذهب، فضحك، مما دفعنى إلى التحدث معه بنبرة حادة جداً لأننى لا أعرف الهزار فى شغلى، وبالرغم من المعاناة الشديدة التى شعرت بها فى تركيب السنة إلا أنها كانت مكملاً للشخصية وساعدتنى فى أن تخرج الألفاظ بهذا الشكل، وبخلاف ذلك اهتممت بتفاصيل الشخصية الداخلية فهى إنسانة إلى أقصى حد، تستطيع أن تتصرف بحكمة شديدة ولا يوجد لديها أى نوع من الغيرة، وقوية الإرادة. مصطفى محرم: اتهمونى بالإفلاس والمسلسل تفوق على الفيلم بدأ مؤلف المسلسل مصطفى محرم كلامه بالحديث عن رواية «الباطنية» عندما حولها إلى فيلم سينمائى عام 1979، وقال: الرواية كانت قصيرة وبلا حبكة درامية، وقد أضفت إليها شخصية «وردة»، وحقق الفيلم نجاحا ساحقا عند عرضه، وبعد مرور أكثر من 30 عاما، اشترت إحدى شركات الإنتاج الرواية، وطلبت منى كتابة سيناريو وحوار مسلسل، وقررت أن أكتب قصة مختلفة تماما تبدأ بعد اقتحام اللواء أحمد رشدى منطقة الباطنية بقواته، وقضائه على تجارة المخدرات عام 1978، وكتبت رواية قائمة على رجال الأعمال الذين ربحوا ملايين الجنيهات من أعمال المخدرات، وتستروا خلف مشروعات تجارية، وعلاقاتهم برجال السياسة ورجال الأعمال، وهذا موجود فى الحلقة الأولى عندما اجتمع «العقاد» بتجار المخدرات، وطلب من كل واحد منهم التستر خلف مشروع تجارى، واختار لنفسه تجارة الأخشاب، بينما اختارت «وردة» محال الملابس. ونفى محرم تغيير اسم المسلسل من «الباطنية» إلى «كوم السمن»، ثم العودة إلى «الباطنية» مرة أخرى، وقال: عندما قرأ صلاح السعدنى السيناريو قال لى: «حرام عليك تسميه الباطنية، لأنه نهج وإبداع جديد واقترح تسميته كوم السمن»، واعتبر ذلك ظلماً لى، لكن لم يحدث فعليا تغيير الاسم، بل كان مجرد اقتراح، وبعد أن أعلنا عن المسلسل اتهمونى بالتكرار واعتبروا ذلك نوعا من الإفلاس، لكننى تحملت الهجوم فى البداية، وبعد العرض عدد كبير من الناس قال لى إن المسلسل تفوق على الفيلم. وحول عرض التليفزيون المصرى لمسلسلات تناقش قضايا شائكة مثل «الباطنية» قال محرم: حالياً توجد حرية فى التليفزيون المصرى بسبب منافسة الفضائيات، والعالم العربى أصبح فيه حرية فى عرض ومناقشة قضايا وموضوعات شائكة، وهذا يشجع كتاب الدراما على مناقشة أى موضوعات دون الاهتمام بالعرض فى التليفزيون المصرى، خاصة أن أعمالاً كثيرة حققت نجاحا بعد عرضها على القنوات الفضائية مثل «حدائق الشيطان»، ولى تجربة أيضا وهى مسلسل «ريا وسكينة»، لذلك لا بد أن يغير التليفزيون المصرى من سياسته الرقابية لأنه سيكون الخاسر الوحيد فى ظل المنافسة الشرسة. وعن تحكم المرأة فى تفاصيل كثيرة فى تجارة المخدرات، التى كانت واضحة فى المسلسل وظهور الشخصيات النسائية ترتدى كميات كبيرة من المشغولات الذهبية، قال محرم: عندما بدأت الإعداد للفيلم، ذهبت إلى منطقة الباطنية، وفوجئت بسيارات مرسيدس بداخلها سيدات وليس رجال، وكل منهن ترتدى كميات كبيرة من الذهب، وأدركت وقتها أن المرأة فى الباطنية لها دور مهم جدا، فهى خزانة الرجل، ودائما الأموال يتم تحويلها إلى ذهب، والمرأة لها كلمة فى تجارة المخدرات، لكنها لم تصل إلى مرحلة صاحب القرار، لأن العلاقة خارج الباطنية بين الرجال والمهربين.