فى العالم الثالث يمتلك الحاكم حكمة لقمان ويمتلك رجل الأعمال مال قارون ويمتلك الشعب صبر أيوب ولا أعرف الحكمة التى جعلتهم يذيعون هذا العام فى رمضان كل خمس دقائق أغنية (والله لسه بدرى) وبمناسبة العيد دعنى أبح لك بسر ماتت أمى يرحمها الله دون أن أخبرها به وعشت سنوات أخفيه عن أقرب الناس منى وعن أعين الشرطة وعنكم فأنا لا كاتب ساخر ولا سروجى سيارات ولكنى أميل إلى مدرسة تيار الوعى (Stream of Consciousness) الذى بدأ وانتهى على يد الكاتبة الإنجليزية «فرجينيا وولف» منذ مائتى عام، ويحتاج إلى قارىء خاص ليستمتع به حتى إن الفيلم الذى مثلته «مارلين مونرو» بعنوان «من يحب فرجينيا وولف» خرج بعض المشاهدين بعد مشاهدته من قاعة السينما إلى مستشفى المجانين.. الفرق أن «فرجينيا» كانت تكتبه بتجهم ونحن نحاول أن نتفادى هذا الكمين ونقول للتاكسى من فضلك نزلنا عند آخر الشهر.. ففى مصر لا يوجد «احتقان» فى الزور فكلنا أمام القانون سواء ولا يوجد أحد فوق السطوح أو فوق المنصة (- أنا عريس بنتك يا عمى ومن حقك تسأل عنى براحتك يكفيك خمس سنين تسأل فيهم علشان عيلتى كبيرة شويه. - أسأل عليك ليه يا بنى ده إنت متربى وسطينا.. قلت لى اسمك إيه؟ - دى خامس مره أقول لحضرتك اسمى «فتحى». - ما هو إللى غايظنى عِنادك ده.. مصمم على «فتحى» من ساعة ما جيت ليه مش عارف! ويكون فى علمك فى الخمس سنين ح نطلع لك كارنيه تزورنا بس مش ح تشوف البنت خالص. - آمال ح أعمل إيه؟ - ح نديك شاكوش كل ما تزهق تخبط بيه ع المنصة. - وبعد ما أخبط؟ - بعد ما تخبط ح أقولك «مين» ترد تقول لى «فتحى»). [email protected]