منذ بداية المهرجان لم تكن قاعة المؤتمرات الصحفية «كاملة العدد» إلا فى عدد محدود من المؤتمرات منها مؤتمر فيلم «المسافر» الذى عقد فى الثانية عشرة والنصف بعد ظهر الخميس وحضره أكثر من 400 صحفى، وذلك بعد عرض الفيلم مرتين للصحفيين يوم الأربعاء. على المنصة جلس المخرج وكاتب السيناريو أحمد ماهر ونجوم الفيلم عمر الشريف وخالد النبوى وسيرين عبدالنور وعمرو واكد وشريف رمزى وبسمة والمنتج المنفذ عادل عبدالله ورئيس الوفد المصرى الرسمى سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون. كل الآراء التى عبر عنها أصحابها فى المؤتمر كانت إيجابية، وكل الأسئلة كانت إلى أحمد ماهر وعمر الشريف. أهم سؤال وجه إلى ماهر كان عن دلالة تواريخ الأيام الثلاثة فى حياة الشخصية الرئيسية فى خريف 1948 فى بورسعيد وخريف 1973 فى الإسكندرية وخريف 2001 فى القاهرة، وهى تواريخ أحداث سياسية كبيرة، ولكن ليست لها علاقة بأحداث الفيلم، ورد ماهر أنه تعمد ذلك ليقول إنه حتى فى زمن الأحداث السياسية الكبيرة هناك أحداث تتعلق بالإنسان من حيث هو إنسان، وهى فى رأيه أحداث كبيرة أيضاً، أو تظل كبيرة حتى لو وقعت فى زمن أحداث سياسية كبيرة، وحتى لو كانت تتعلق بشخصيات إنسانية بسيطة غير مؤثرة فى الأحداث الكبرى.. الفيلم عن الزمن وليس عن التاريخ.. إننى «ألعب» حول هذه التواريخ. أما أهم سؤال وجه إلى عمر الشريف فكان حول شجاعة الشخصية التى قام بها حيث قدرتها على مواجهة «الذاكرة»، وهل لهذا علاقة بحالته الخاصة اليوم وعلاقته مع «الذاكرة». وكان رد فنان مصر العالمى الكبير لقد عشت طويلاً، أنا الآن 78 سنة، وعادة ما يكون التفكير فى المستقبل للشباب، والحنين إلى الماضى لكبار السن، ولكنى لا أفكر فى الماضى ولا فى المستقبل، وإنما أعيش اللحظة الحالية والتالية إذا جاءت لأن أى لحظة يمكن أن تكون آخر لحظة.. أدركت أننى لكى أعيش سعيداً لا يجب أن أنظر إلى صورتى فى شبابى وأقول كم كنت جميلاً، وإنما أن أنظر إلى نفسى اليوم، وأشعر بجمال اللحظة الحالية.. وحول لحظات «الشجاعة» فى حياته قال لقد عشت لحظات كثيرة من الخوف فى بداية عملى فى هوليوود.. كنت المصرى العربى المسلم الوحيد وسط غالبية من اليهود، وفى زمن حروب وصراعات.. حصلت على 50 ألف دولار عن دورى فى «دكتور زيفاجو» وقال لى بعض المحامين أنهم مستعدون لرفع دعوى قضائية للحصول على حقوقى كاملة فقلت لهم لا لأننى كنت أسير على خيط رفيع مشدود.. وفى حياتى الخاصة عشت فى الفنادق والمطاعم والمطارات أغلب الوقت.. وفقدت حياتى الزوجية، وكانت لى مغامرات نسائية عديدة، ولكن حبى الوحيد ظل حبى لزوجتى.. كان ماهر يجيب بالإيطالية، وكان الشريف يجيب على الأسئلة بالإيطالية والفرنسية حسب لغة صاحب السؤال. وعن هل يعتبر عرض «المسافر» فى المسابقة، وعرض فيلمين مصريين آخرين خارج المسابقة فى نفس الدورة من مهرجان فينسيا بداية نهضة جديدة للسينما فى مصر أشاد عمر الشريف بالجيل الجديد من صناع السينما رغم أن ظروف الحياة والعمل أكثر صعوبة، ووجه ماهر التحية إلى اسم يوسف شاهين وقال إنه كان ملهماً لجيله وكل الأجيال، وأنه يأمل أن يكون الاشتراك المصرى فى فينسيا هذا العام بداية نهضة جديدة للسينما المصرية فعلاً.. وعن مدى تأثره بفنان السينما الإيطالى الراحل فيللينى قال ماهر إنه متأثر به مائة فى المائة مثل عشرات من المخرجين فى كل العالم، وأن مجرد أن يقرن اسمه باسم فيللينى شرف كبير لأنه نموذج للفنان المتحرر والحر. وبعد المؤتمر الصحفى عرض الفيلم فى الخامسة مساء فى عرضه الرسمى بالقاعة الكبرى بقصر المهرجانات حيث كانت القاعة «كاملة العدد» ولم يغادر أثناء العرض إلا نحو عشرين من الحضور فقط. وعلى السجادة الحمراء للقصر الكبير وقف مدير المهرجان ماركو موللر يستقبل سفير مصر فى روما أشرف راشد وعددا من طاقم السفارة فى روما وميلانو، وفريق الفيلم الذى انضم إليه مهندس الديكور أنسى أبو سيف والمونتير تامر عزت ومؤلف الموسيقى فتحى سلامة ومدير التصوير ماركو أونوراتو.