شهدت الدراما التليفزيونية فى رمضان هذا العام جيلا جديدا من السينمائيين الذين قرروا تقديم تجاربهم التليفزيونية الأولى بهدف تغيير وجهة الدراما سواء من حيث الشكل أو المضمون، خاصة بعد أن توقف طموح مخرجى التليفزيون، ولم يسعوا إلى التجديد منذ فترة طويلة رغم تطور وسائل التكنولوجيا والكاميرات. وقد سبق هذا الجيل مجموعة من السينمائيين الكبار قدموا أعمالا درامية منذ سنوات قليلة، وعلى رأسهم المخرجون نادر جلال ومحمد عبدالعزيز وعلى عبدالخالق وخيرى بشارة، أما السينمائيون الذين خاضوا تجاربهم الأولى هذا العام فمنهم رأفت الميهى وسعيد حامد وعلى رجب ومحمد على وأحمد صالح وكاملة أبو ذكرى وهانى خليفة. المخرج رأفت الميهى قرر تحويل وجهته مؤقتا، على حد قوله، إلى التليفزيون بفضل رواية خيرى شلبى «وكالة عطية» التى قرر تحويلها إلى مسلسل تليفزيونى، صوره بطريقة سينمائية، بينما يقدم سعيد حامد أولى تجاربه التليفزيونية من خلال مسلسل «هانم بنت باشا» بطولة حنان ترك، وقد تم تصويره بالكامل بطريقة السينما وفقا لما قاله سعيد الذى أكد أنه ترشح لإخراج عدد من المسلسلات خلال السنوات الماضية ولكنه اعتذر بسبب ضعف السيناريوهات، وقال: السيناريو هو كلمة السر لأى مخرج سواء كان هذا العمل سيقدمه للسينما أو التليفزيون، وعندما قرأت سيناريو هذا المسلسل وجدت أنه لا يفرق كثيرا عن السيناريو السينمائى لأن أحداثه سريعة ومتلاحقة والمشاهد غير مترهلة، وقد قمت بتصويره بشكل سينمائى حتى تكون الصورة أقرب للأفلام السينمائية. المخرج محمد على يخوض التجربة من خلال مسلسل «مجنون ليلى» بطولة ليلى علوى، وذلك بعد أن قدم فيلمى «لعبة الحب» و«الأولة فى الغرام»، وقال محمد على: الاختلافات بين السينما والتليفزيون بسيطة للغاية لأننى أعتبر التليفزيون فى مرحلة وسط بين المسرح والسينما، وقد قررت خوض التجربة لتحقيق التواصل مع عدد أكبر من الجماهير بالإضافة إلى أننى انجذبت للسيناريو بشكل كبير وتوقعت أن أقدمه بشكل مختلف، وساعدنى فى ذلك منظومة الإنتاج والممثلين التى شجعتنى، خاصة فى ظل الأزمة التى تمر بها السينما الآن. المخرج هانى خليفة بدأ تصوير مسلسل «الجامعة»، وذلك بعد ابتعاده عن السينما منذ أكثر من خمس سنوات بعد أن قدم أول أفلامه «سهر الليالى»، وقال هانى: المحرك الأساسى لأى عمل هو الورق وقد قبلت هذا المشروع لأننى شعرت بأننى سأقدم عملا مختلفا يحمل نفس مقومات السينما، ولكن الفرق الوحيد بينه وبين الفيلم أن هذا المسلسل لن يعرض فى صالات العرض، وأنا لا أختار العمل وفقا لنوعه سواء سينما أو مسرح أو تليفزيون أو حتى إذاعة لأن الكل بالنسبة لى دراما، والأساس فى أى عمل أن أكون متوافقا معه وأن يجبرنى على التفكير. المخرج على رجب انتهى من تصوير مسلسل «الوديعة والذئاب» فى أول تجربة تليفزيونية له، وأكد رجب أن الورق سبب شجعه على خوض التجربة. هناك عدد من المخرجين السينمائيين قرروا تقديم الدراما التليفزيونية ولكن من بوابة ال«ست كوم»، ومنهم المخرجة كاملة أبو ذكرى التى يعرض لها الآن مسلسل «6 ميدان التحرير»، وذلك بعد أن قدمت 4 أفلام سينمائية، آخرها فيلم «واحد صفر». وأكدت كاملة أنها خاضت هذه التجربة بهدف التغيير وكنوع من المرح والبهجة وذلك بعد أن أصابها فيلمها الأخير باكتئاب بسبب المشكلات التى كانت ترصدها خلال الأحداث، وقالت: شجعنى أيضا على خوض التجربة وجود هالة خليل كمنتج للعمل، وهذا ما أعطانى بعض الطمأنينة، كما أنها استعانت ببعض السينمائيين لتقديم المسلسل فى أفضل صورة. المخرج أحمد صالح يعرض له الآن ست كوم «حرمت يا بابا» والذى يشارك فى بطولته حسن حسنى وهناء الشوربجى، وذلك بعد أن قدم فيلمى «حرب أطاليا» و«الديلر» الذى يستأنف تصويره عقب عيد الفطر، وأكد صالح أنه قبل التجربة من باب التغيير، خاصة بعد أن أعجبته طريقة كتابة السيناريو. أما آخر المخرجين الذين خاضوا التجربة هذا العام، فهو المخرج أحمد سمير فرج الذى قدم ست كوم «فؤش» لأحمد رزق بعد أن اعتذر رامى إمام عن إخراج المسلسل فى اللحظات الأخيرة، وتعد هذه أول تجربة ست كوم لأحمد سمير فرج الذى قدم أفلام «كود 36» و«جوبا» و«أعز أصحاب»، وأكد فرج أنه قبل التجربة بسبب السيناريو كما أن ال«ست كوم» معروف عالميا وتكنيكه محدود وطريقة تصويره قريبة من السينما.
