مع قرب موعد الانتخابات على منصب مدير عام اليونسكو بدأ الهجوم على فاروق حسنى، وزير الثقافة، يزداد.. وتوقعت مصادر أن تزداد الحملة فى بداية سبتمبر المقبل، قبيل الانتخابات المقرر عقدها فى 18 من الشهر نفسه. وقال وزير الثقافة إنه سيغادر القاهرة إلى باريس يوم 3 سبتمبر المقبل للتحضير للانتخابات، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يلقى كلمة «هامة» حول استراتيجيته فى إدارة المنظمة يوم 15 سبتمبر المقبل. وأضاف حسنى أنه «سيتعاقد مع شركة علاقات عامة كبرى للرد على الحملات اليهودية من بعض المنظمات والكتاب ضد ترشيحه». وهاجم الكاتب الأمريكى بيرموند ستوك، ترشيح حسنى لمنصب مدير عام اليونسكو، وقال إن مشاعر حسنى «الغريزية» تجاه إسرائيل واليهود «ليست عرضة للتغيير»، وذلك رغم اعتذاره عن تصريح حرق الكتب اليهودية، وتأكيده فى أحد الحوارات التليفزيونية أنه «لن يعارض» التطبيع مع إسرائيل، إذا تم التوصل إلى تسوية سلمية على أساس حل الدولتين. وأضاف، فى مقال نشرته مجلة فورين بوليسى الأمريكية أمس، أن تصريحات حسنى حول حرق الكتب اليهودية كانت «صادمة» لأنه وزير ثقافة مصر، و«من المرجح» أن يكون المدير المقبل لليونسكو، المنظمة التى تدافع عن التنوع الثقافى والفنى. وتابع: «من المحزن أن تكون تصريحات حسنى عن الكتب اليهودية مماثلة لمشاعر النخبة المثقفة فى مصر، التى ترتبط مع إسرائيل بمعاهدة سلام منذ 30 عاما». وأشار ستوك إلى أن أى حظوظ لحسنى فى الفوز بالانتخابات المقرر عقدها الشهر المقبل «ترجع إلى قرار إسرائيل بوقف الحملة الرسمية ضد ترشيحه»، وقال: «لاتزال الأسباب التى دفعت تل أبيب إلى هذا القرار غامضة، لكن يبدو أن هناك صفقة ما بين الحكومتين المصرية والإسرائيلية». وأضاف: كل ما هو معروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التقى الرئيس حسنى مبارك فى 11 مايو الماضى، وأعلن بعدها عن وقف الحملة الرسمية مقابل لفتات طيبة من مصر، وبعد أسابيع قليلة كتب حسنى اعتذارا فى صحيفة «لوموند» الفرنسية عن تصريحاته بشأن حرق الكتب، وأعلن بعدها أن الوزارة ستبدأ فى ترجمة عملين للكاتبين الإسرائيليين عاموس عوز وديفيد جروسمان. وأشار ستوك إلى أن مشاعر المصريين تجاه إسرائيل لن تتغير، وقال إن الكاتب نجيب محفوظ قال له فى بداية التسعينيات إن «المثقفين الذين تربوا فى عهد عبدالناصر لن يقبلوا إسرائيل أبدا، لأنه رضعوا كرهها مع حليب أمهاتهم، وهو يجرى فى دمائهم».