يرتبط كوبرى دمياط القديم ارتباطا وجدانيا بأبناء البلد فكل مواطن فى دمياط له مع الكوبرى ذكريات حتى إن حركة فتح الكوبرى لعبور المراكب كانت تمثل حدثاً يترقبه أهل المدينة إضافة إلى «شقاوة» الشباب وأنشطتهم من سباحة تحت الكوبرى وحول قواعده إلى مسابقات القفز من أعلى نقطة فيه إلى مياه النهر أو التزاحم فوقه لمشاهدة (المياه الحمراء) مياه الفيضان وهى تندفع بقوة من تحته وأسراب الدرافيل وهى تشق المياه فى حركات بهلوانية مثيرة بعد الإزالة السنوية للسد الترابى عند فارسكور مع ارتفاع فيضانات النيل قبل إنشاء السد العالي. ظل الكوبرى يخدم أبناء دمياط قرابة 80 عاماً وأولاه محافظها الدكتور محمد البرادعى عناية خاصة بعد أن كان عرضه للبيع غير أن الدكتور البرادعى وإدراكا منه للقيمة التاريخية الكبيرة لهذا الكوبرى وما يمثله من قيمة وجدانية لدى أهالى دمياط حرص على الاهتمام به وتجديده خاصة أنه يسهم فى إبراز الملمح التاريخى للمدينة. وفى هذا يقول الدكتور البرادعى: «قادنى البحث إلى مرجع مهم هو كتاب «تقويم النيل» لأمين باشا سامى والذى نشر عام 1936 وقدم فيه أمين سامى استعراضا للجسور والقناطر والكبارى والخزانات على نهر النيل وفروعه فى مصر والسودان وأكد أن كوبرى دمياط تم تركيبه فى دمياط عام 1927 إلا أن تاريخه الحقيقى يعود إلى عام 1890 حيث أقيم على نهر النيل فى إمبابة بالجيزة بطول 490 مترا إلى أن تم استبداله بكوبرى آخر أحدث منه فى إمبابة وتم نقل أجزاء منه بطول 170 مترا فقط إلى موقعه الحالى بدمياط. وعلى إثر ذلك أصدرت قراراً باعتبار الكوبرى أثراً تاريخياً فى حوزة محافظة دمياط وليس من حق أحد الإساءة إليه لحين نقله إلى موقعه الجديد ملحقاً بمكتبة مبارك العامة ليكون مزاراً وقاعة لعرض مختلف ألوان الفنون». وكان القرار أن يتم النقل من موقعه الحالى إلى الموقع الجديد دون تقطيع جسم الكوبرى وتم دعوة مجلس إدارة شركة المقاولون العرب إلى اجتماع وكان الانطباع الأول هو صعوبة النقل بدون تقطيع جسم الكوبرى واستجابت الشركة وقامت بتصنيع عائمات تقوم بحمل الكوبرى بعد التأكد من فصله عن قاعدته وسحبه عائماً بقاطرات بحرية إلى موقعه الجديد ليتم رفعه على قاعدته الجديدة.