«مقابر توت عنخ أمون ونفرتارى وسيتى ستنتهى خلال أقل من 500 سنة، لو تركنا الناس تزورهم بهذا الكم الكبير»، بهذه الكلمات أعرب الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن «خوفه» على المقابر المهمة فى وادى الملوك، التى تشهد إقبالا شديدا من السائحين، مما «يهدد بقاءها» على حد قوله. وأعلن حواس، على هامش جولته بالأقصر لافتتاح وتفقد أربعة مشروعات بتكلفة 127 مليون جنيه أمس الأول، عن أنه «سيتم إغلاق المقابر الثلاث المهمة، أمام الزيارة لحمايتها من الاندثار»، وقال إنه «يجرى حاليا بالتعاون من فريق إنجليزى إعداد نماذج طبق الأصل للمقابر الثلاث بالأقصر، تكون مفتوحة للسائحين، فى حين لا يدخل أحد المقبرة الأصلية إلا بعد دفع مقابل مادى كبير، وتحويل وادى الملوك إلى واد للمستنسخات». وحول رفضه السابق لفكرة إنشاء نماذج أثرية لمقابر وادى الملوك، قال حواس «عارضت إنشاء نماذج أثرية فى القاهرة، وأنا أغلق المقابر التى أخاف عليها وهذه هى الطريقة الوحيدة لحمايتها»، مشيرا إلى أن هناك «13 مقبرة مفتوحة فى وادى الملوك، لا تزورها الناس، وإغلاق مقابر توت عنخ آمون، ونفرتارى وسيتى سيشجع الناس على زيارة المقابر الأخرى. وأعلن حواس أنه بدءا من الشهر المقبل لن يسمح للمرشدين السياحيين بدخول مقابر بنى حسن وسقارة والهرم، وسيوضع على باب كل مقبرة نموذج يقوم المرشد بالشرح عليه، ثم يدخل السائح بمفرده لرؤية المقبرة، وذلك لتقليل فترة الزيارة حماية للمقابر. جولة حواس بدأت من أمام استراحة كارتر، مقر إقامة هيوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون خلال حفائره فى وادى الملوك، وقال حواس إن «الاستراحة ستتحول إلى متحف يتم افتتاحه 4 نوفمبر المقبل فى ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون»، مشيرا إلى أنه يتم العمل مع فرنسا فى إعداد التصميمات الخاصة بمتحف استراحة كارتر. وحول مقبرة توت عنخ آمون قال حواس إنه «سيتم البدء فى ترميم المقبرة الشهر المقبل»، مشيرا إلى أنه لوحظ «وجود نتوءات وفطريات يمكن أن تنمو مع الزمن فى المقبرة، ويعمل معهد بول جيتى حاليا على دراستها». وفى طريقه إلى الدير البحرى شاهد حواس نموذجا للسور الذى سيحيط المنطقة الأثرية فى البر الغربى بطول 8 كيلو مترات، وقال «السور هدفه حماية الآثار من تعديات الأهالى بالزراعة أو البناء»، معربا عن أمله فى أن «يتم تسوير جميع المواقع الأثرية فى مصر».
