دعت الكاتبة الأمريكية ميشيل دون، رئيس تحرير نشرة الإصلاح العربى، الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إلى توجيه رسالة بشأن «مساندة الديمقراطية وحقوق المصريين» للرئيس مبارك، مؤكداً أن هذه الرسالة مهمة «بشكل خاص». وقالت الكاتبة فى مقال لها نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس، تحت عنوان «رسالة إلى مبارك»، إن تحقيق ذلك سوف يكون «سهلاً نسبياً» خلال فترة الهدوء دون التوتر المصاحب للانتخابات، أو «الخلافة» على الحكم، وفى مناخ من العلاقات «الودية» المتجددة بين مصر والولاياتالمتحدة. وزادت الكاتبة - التى تعمل باحثة بمعهد كارنيجى للسلام الدولى - بأنه من المهم أن يتم تصحيح الفكرة السائدة فى القاهرة، بأن الولاياتالمتحدة لم تعد تهتم بالتحول الديمقراطى فى مصر، مشيرة إلى أن المصريين كونوا هذا الانطباع من خطاب أوباما الذى كان «أنعم» من سلفه، ومن تخفيضه الشديد لتمويل برامج تعزيز الديمقراطية فى مصر. وتساءلت عن سبب تراجع إدارة أوباما عن تعزيز الديمقراطية، فى الوقت الذى تواجه فيه مصر انتخابات «مهمة» أو «تغييراً» فى القيادة على الأرجح، قائلة: «يبدو أنها قلقة من أن يمتنع مبارك عن التعاون بشأن السلام الإقليمى والاستقرار، إذا ما أغضبته واشنطن بالتعبير عن اهتمامها بحقوق المصريين». واستدركت الكاتبة بأن أوباما يستطيع أن يحصل على مساعدة مبارك دون أن يضطر إلى دفع ثمن صمته، موضحة أن مبارك يشارك واشنطن فى مصالحها الرامية إلى منع ظهور دولة دائمة ل«حماس» فى غزة، وفى تعزيز اتفاقية سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وفى احتواء الطموحات الإيرانية. وأضافت أنه سوف يعمل على تحقيق هذه الغايات لأسباب تخصه، إلى جانب التعاون مع الولاياتالمتحدة بناء على ذلك، مثلما فعل مع ذروة الخطاب المؤيد للديمقراطية من جانب إدارة بوش السابقة فى عامى 2004 و2005. كما اقترحت الكاتبة ضرورة أن يعمل أوباما مع مبارك فيما يتعلق بالقضايا العربية – الإسرائيلية، وإيران، وأن يسمع لمشورة الزعيم المصرى. ونبهت إلى أهمية أن يسأل أوباما، الرئيس المصرى، عن كيفية معالجة المطالب المتزايدة لتحقيق سيادة القانون والمنافسة السياسية الحرة فى مصر. وأكدت الكاتبة الأمريكية ضرورة قيام الإدارة الأمريكية بإعادة النظر فى «فك ارتباطها» بالمجتمع المدنى المصرى، وأن تجد سبيلاً لإقامة شراكات مع العديد من المؤسسات والمنظمات التى يمكن أن تلعب أدواراً بناءة فى التحول إلى نظام أكثر «انفتاحاً». وقالت: «سوف يظهر أوباما عندئذ احترامه، ليس فقط لرجلنا فى القاهرة، ولكن ل83 مليون مواطن مصرى أيضاً». وقالت الكاتبة إن هذا الشىء المفقود هو مصالح المواطنين المصريين البالغ عددهم 83 مليون نسمة، الذين «اختفت» آمالهم وطموحاتهم من الاعتبارات الأمريكية، منذ أن «التهبت» أجندة الحرية التى وضعها الرئيس السابق جورج دبليو بوش منذ سنوات مضت. وأضافت الكاتبة أن المواطنين الأمريكيين لم تتم دعوتهم إلى «الحفل»، كما أن الكونجرس خارج طور الانعقاد، ومبارك لن يظهر علانية. وأشارت إلى أن مصر سوف تنتخب برلماناً جديداً العام المقبل، ورئيساً جديداً عام 2011، لافتاً إلى أن الرئيس سوف يبلغ 83 عاماً، عندئذ حتى لو قرر أن يرشح نفسه من جديد، بعد 30 عاماً من توليه السلطة فى ظل قانون الطوارئ الذى يسمح له بتعليق القوانين، فإنه من المرجح أن تمر سنوات قليلة قبل أن يأتى التغيير. وأكدت الكاتبة الأمريكية أن التطورات الأخيرة توحى بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة سوف تكون أقل حرية من انتخابات 2005، التى لم تكن «جيدة» على الإطلاق. وقالت إن جمال مبارك، نجل الرئيس، أخذ يدرب نتفسه منذ العقد الماضى، كى يخلف والده فى الحكم، لكنه لايزال بلا شعبية فى مصر.