«موسى» يقترح إقامة «دولة واحدة» تجمع الإسرائيليين والفلسطينيين ويهدد ب«وقف الجهود السياسية» إذا رفضت تل أبيب حلول السلام

طرح عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، فكرة إقامة دولة واحدة تضم الفلسطينيين والإسرائيليين معا، فى حال استمرت تل أبيب فى رفض فكرة الدولتين المتجاورتين، محذراً من إمكانية اللجوء ل»خيار المقاومة» بدلاً من الحلول السياسية، خاصة فى ظل ما اعتبره «عدم وجود شريك إسرائيلى جيد فى عملية السلام».
وقال موسى، فى ندوة «مستقبل عملية السلام»، التى عقدت ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادى العالمى حول الشرق الأوسط أمس: «لو كان من المستحيل التوصل إلى حل الدولتين، فيجب أن نعمل من أجل إقامة دولة واحدة ديمقراطية، تضم جميع الأعراق، مع توفير حقوق متساوية، فالخيار إما دولتين أو دولة واحدة، ولا توجد خيارات أخرى».
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية: «إذا رفضت إسرائيل كل شىء، فيجب أن نعيد النظر ونوقف الجهود السياسية كافة، مع كل ما يحمله ذلك من معان، ليصبح الخيار الوحيد المتبقى هو مقاومة الاحتلال».
ووصف موسى الوضع فى المنطقة بأنه «خطير ومتفجر»، مشيراً إلى أن مفتاح معالجة ذلك هو حل الصراع العربى- الإسرائيلى، وتحقيق سلام شامل يشمل سوريا ولبنان، وتفكيك المستوطنات العشوائية.
وقال موسى إن «الخطر الحقيقى هو إسرائيل وليس إيران، ولا يمكن لمصر والسعودية وتركيا أن تقلق من طهران وتتجاهل إسرائيل»، مطالبا الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعدم التركيز على البرنامج النووى الإيرانى، وترك إسرائيل التى تملك بالفعل أسلحة نووية «حسبما أكد».
ورفض أمين عام الجامعة العربية استخدام مصطلح «الدولة اليهودية»، لأنه يتضمن- حسب قوله- « تمييزًا عرقياً وعدم تسامح دينى»، ويشكل سكاناً من الدرجة الثانية.
من جانبه، قال عضو الكونجرس الأمريكى بريان بيرد إنه «يجب ضمان أمن الطرف الآخر قبل أن نطلب منه التخلص من الأسلحة النووية»، مشيراً إلى ضرورة ضمان أمن وسلامة إسرائيل أولاً، ووقف القذائف، وشجب من يطالب بمحو إسرائيل من الخريطة، فى اشارة إلى إيران.
وطالب بيرد العالم العربى ب»ممارسة ضغوط» لوقف نمو ما سماها «الحركات الإرهابية»، مثل حركة حماس وحزب الله «حسب قوله».
وقال: «يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونجيب عن سؤال يقول: هل من الجيد أن يكون لدى إيران أسلحة نووية؟»، معرباً عن اعتقاده بأن أوباما يستطيع أن يساهم فى حل الصراع «رغم صعوبة المسألة».
وقال: «يجب أن نصر على حل الدولتين، وعلى وقف المستوطنات الإسرائيلية وتوفير المساعدات لغزة». وشدد رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، على ضرورة التوصل إلى حل حقيقى على الأرض، وعدم الاكتفاء بقبول إسرائيل لفكرة حل الدولتين. وقال: «صبرنا له حدود، وعلى الجميع أن يفهم أن عملية التفاوض تحتاج إلى شريك ولا يمكن الاستمرار فيها إلى الأبد».
وجدد رئيس الوزراء الأردنى، نادر ذهبى، التأكيد على مبادرة السلام العربية، وتوسيع مفهومها ليشمل الدول الإسلامية كما فعل الملك عبدالله الثانى عاهل الأردن فى افتتاح المنتدى، مشيرا إلى أن المبادرة ستمنح إسرائيل اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية.