بلغ الصراع على كرسى رئاسة نادى الاتحاد بين محمد مصيلحى، الرئيس الحالى، والدكتور عفت السادات، الرئيس الأسبق، ذروته فى الانتخابات المقررة يوم الجمعة المقبل، لدرجة وصلت إلى «الردح السياسى»، وتقديم بلاغات لوزير الداخلية، وتبادل الاتهامات والتراشق بالألفاظ. كان طلعت السادات، عضو مجلس الشعب، شقيق مرشح الرئاسة، قد أطلق شرارة العراك السياسى خلال حضوره ندوة مصطفى حسين، مرشح العضوية فى قائمة شقيقه، التى حضرها أيضاً محمد هداية، الداعية الإسلامى، وحلمى طولان، المدير الفنى السابق للاتصالات زوج شقيقة السادات، فضلاً عن باقى أعضاء القائمة. ووجه طلعت كلمته للأعضاء بقوله: «الإسكندرانية ناس جدعان، وهم أول من أيدوا ثورة يوليو.. وأنتم عندكم انتخابات.. ولابد أن تبحثوا عن مصلحتكم.. وشوفوا مين جاى يخدمكم.. ومين جاى يخدعكم.. وبعدين عفت أخويا راجل رياضى وجاى يخدمكم.. ثم إنه أحد أبناء شقيق الرئيس الراحل أنور السادات.. كما أن زوجته ابنة شقيق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. وبعدين أنا أخويا جاى يخدم بحب.. مش جاى يمن عليكم.. وإحنا شايفين كل واحد وإمكانياته.. واللى يدخل عليكم النهارده عن طريق الحزب بيضحك عليكم.. ولو عرفوا يصلحوا حال البلد.. كانوا عرفوا يصلحوا حال النادى.. وسيبكم من اللى يقولكم أنا خالتى واقفة ورايا.. كل ده كلام فارغ». ثم ارتفع صوته قائلاً: «النهارده الصبح الرئيس محمد حسنى مبارك كلمنى فى التليفون.. هل معنى ذلك إنى لما أشوف حاجة غلط أسكت.. لأ طبعاً.. وبعدين أقولكم على حاجة وما تزعلوش منى.. البيت اللى من غير راجل يبقى (خرابة).. واديكم شايفين حال النادى.. ويكفى انهيار الكرة.. وأنا لو كنت أنفع كنت جيت لعبت معاكم.. وكويس إن النادى لسه فى مكانه!!.. ولو أنا شايف إن أخويا وحش، ما كنتش جيت علشان أؤيده.. وبعدين حكاية إن الواحد يقعد على الكرسى ويثبت ما بقاش ينفع.. جربتوا واحد.. جربوا غيره.. وبعدين يا جماعة نواب الوطنى فى إسكندرية ما بيعملوش حاجه.. وأنا باحاول أحل بعض مشاكل الإسكندرانية تحت قبة البرلمان.. وأتمنى أن أحتفل معكم يوم الجمعة المقبل بنجاح شقيقى.. ليصبح الاتحاد موجة حب على أرض مصر». واشتعلت الندوة سخونة، عندما أكد عفت السادات فى كلمته أن بعض البلطجية تحرشوا به على بوابة النادى، وتساءل: هل يعقل أن يحاولوا منع رئيس النادى السابق من دخول النادى.. وأن يتحرشوا به.. هل هذه هى الأخلاق؟.. عيب عليهم! ثم قام الداعية محمد هداية وحلمى طولان بإعلان تأييدهما السادات بكلمات مقتضبة، ثم غادر السادات ورفاقه النادى فى حراسة الشرطة عقب انتهاء الندوة، فيما قام بعض أنصار محمد مصيلحى بالهتاف لرئيس النادى فى حديقة النادى، كما أمطروا السادات بوابل من الشتائم أثناء خروجه، وكادت الحديقة تشهد اشتباكات لولا تدخل الشرطة. وفى هذه الأثناء أكد طلعت السادات أنه سيقدم بلاغاً للواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، يطالبه فيه بالتدخل والحد من ظاهرة انتشار البلطجة داخل النادى، وقال إنه أجرى اتصالاً آخر بالمهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، وحذره من تزوير الانتخابات. وعقب هذه الأحداث الساخنة أقيمت ندوة شريف الحلو وزينب محمود، مرشحى العضوية بقائمة مصيلحى، وحضرها أعضاء القائمة بالكامل، فضلاً عن الدكتور كرم كردى، رئيس نادى الأوليمبى الأسبق، واستغل على سيف، عضو مجلس الشعب ومرشح العضوية، الفرصة وقام بالرد على طلعت السادات، وقال فى كلمته: «نواب الحزب الوطنى محترمين.. ونجحوا بعد خوض انتخابات نزيهة.. ولا أرى مبرراً لأن يأتى عفت السادات بشقيقه ليتحدث عنه.. وكلنا عارفين مين هو طلعت السادات.. ومن الذى يتقاضى أموالاً لإنهاء طلبات أهالى الدوائر.. وأنا أكن كل الاحترام والتقدير، وجميع المصريين، للرئيس الراحل محمد أنور السادات.. ولكن الرئيس الراحل قام بتطبيق نظام المدعى العام الاشتراكى.. وأول ناس تم تطبيق هذا النظام عليهم عصمت السادات شقيق الرئيس الراحل ووالد عفت وطلعت»، وأضاف: «من هو طلعت السادات ليتحدث عن الرئيس مبارك.. وكيف يتحدث عن نواب الإسكندرية وهم أفضل منه». وبعيداً عن هذه الوصلة فى الردح السياسى بين طلعت السادات وعلى سيف، أكد محمد مصيلحى، رئيس النادى، فى كلمته أثناء الندوة أنه لن يتبع أسلوب التجريح فى المنافس، وقال: «منذ أن بدأت حملتى الانتخابية أخذت عهداً على نفسى بعدم الدخول فى مهاترات.. أو معارك جانبية، خصوصاً أن ثقتى فى الأعضاء بلا حدود.. وأراهن عليهم منذ البداية»، وطالب الأعضاء بانتخاب قائمته كاملة، منعاً للانشقاق والاختراق. كان مصيلحى قد احتفل مع أنصاره خلال حفل التكريم الذى أقيم له بمعقله الانتخابى بمنطقة الحضرة، والذى حضره عدد من أعضاء مجلسى الشعب والشورى، إضافة إلى مصطفى رياض، نجم نادى الترسانة -فى عصره الذهبى- بتسلم النادى رسمياً الأرض التى قام المهندس أحمد المغربى، وزير الإسكان، بتخصيصها للنادى على مساحة 52 فداناً بمنطقة برج العرب، بعد سداد 300 ألف جنيه كمقدم تعاقد لشراء الأرض بنسبة 10٪. وأكد رئيس النادى خلال هذه الاحتفالية أن النادى لم يتحمل مليماً واحداً من ال300 ألف جنيه قيمة التعاقد، وأنه تحمل مع زملائه على سيف وخالد خيرى وشريف الحلو قيمة المقدم، وقال: من يرد أن يخدم النادى فلابد أن يكون ذلك دون قيد أو شرط، وكان ينبغى على السادات أن يتبرع لشراء الأرض التى يتغنى بها للنادى دون شروط كما فعلنا. على الجانب الآخر، وفى محاولة أخيرة لكسب تأييد الأعضاء، يقيم عفت السادات حفلاً غنائياً للأعضاء يوم الأربعاء المقبل بمنطقة الشلالات يحييه المطرب الشعبى سعد الصغير، وكان السادات قد أقام آخر ندواته الخارجية مساء أمس «الأحد» بمنطقة محرم بك. من جانب آخر، حصل محمد عبدالسلام، المرشح الثالث لرئاسة النادى، الذى كان قد تم استبعاده، على حكم قضائى بالعودة إلى الانتخابات. من جهته، أكد عبدالسلام أنه بالرغم من ضعف آماله فى النجاح، فإنه سيتمسك بالفرصة، وقال: لو لم يكن عندى أمل فى النجاح ما كنت طعنت فى قرار استبعادى.