طوال عشرة أيام، احتضنت المدينةالجزائريةوهران «الباهية» فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولى للفيلم العربى، الذى شهد منافسة بين أحد عشر فيلما من ست دول عربية إلى جانب فلسطين التى اقيمت لها احتفالية خاصة جدا، حيث تم تكريم المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى، بالإضافة إلى إسناد منصب رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة إليه، وتم عرض فيلمه الأخير «عيد ميلاد ليلى» خارج المسابقة. بينما نافس على جوائز «الأهقار الذهبى» فيلم «ملح هذا البحر» للمخرجة الفلسطينية آن مارى جاسر، كما عرض فى ساحة نوفمبر التى تحتوى على مبنى بلدية وهران الفيلم التسجيلى «أنا غزة» للمخرجة الشابة أسماء بسيسو، والذى استعرض فى اثنتين وأربعين دقيقة قصصا وتحليلات عن أهوال ومذابح الحرب الإسرائيلية الأخيرة على المدينة، مما صنع حالة وجدانية غريبة لدى المشاهدين، خاصة أن فيلم «عيد ميلاد ليلى» صُور فى شوارع غزة قبل الحرب. أما مصر فكان لها حضور قوى هذا العام من خلال ثلاثة أفلام هى «خلطة فوزية» و»دكان شحاتة» و»ميكانو»، لتصبح الدولة ذات النصيب الأكبر فى المشاركة، بالإضافة إلى تكريم يسرا التى عقدت ندوتها بشكل استثنائى قبل حفل الافتتاح نتيجة انشغالها بتصوير مسلسلها الجديد ورغبتها فى العودة للقاهرة، وقد أشيع أن تأخر وصول نسخة فيلم «ميكانو» أدى إلى زيادة عدد الأفلام فى المسابقة بعد أن قبلت الإدارة بشكل استثنائى اشتراك فيلم «مصطفى بن بولعيد» بعد بداية الدورة رغم أنه لم يكن له أى ذكر فى الكتالوج. ولكن الحقيقة أن الفيلم كان سيشارك حتى لو كانت نسخة «ميكانو» وصلت فى موعدها، وهو إنتاج جزائرى ضخم من إخراج أحمد الراشدى، وبطولة حسان كشاش، عن حياة المناضل الجزائرى الشهير، وقد أثار جدلا كبيرا منذ الإعلان عن اشتراكه بسبب تحفظ بعض الجهات المحافظة فى الجزائر، خاصة وزارة المجاهدين، على مشاركة فيلم عن مناضل جزائرى ضمن مسابقة تحتوى على فيلم دكان شحاتة «لنجمة الإغراء هيفاء وهبى» على حد قول الصحافة الجزائرية. وأدى تأخر وصول نسخة «ميكانو»، رغم وجود مخرجه محمود كامل، إلى تغيير جدول العروض، لذلك قررت إدارة المهرجان عرض الفيلم الجزائرى بدلا منه لحين وصول النسخة، وكان بطله تيم الحسن قد اعتذر عن عدم حضور المهرجان نتيجة ارتباطات فنية رغم وجود اسمه بين الضيوف، كما تم نشر صورة شخص آخر فى كتالوج المهرجان بدلا من صورة المخرج محمود كامل، لكن الحفاوة التى قوبل بها الفيلم بعد عرضه من الجمهور الجزائرى وأعضاء الوفود العربية المشاركة أنست الجميع هذه السلبيات. وأثار فيلم «دكان شحاتة» ضجة هائلة فى صالة العرض، واشتبك مخرجه خالد يوسف مع بعض المتفرجين الذى علقوا على مشاهد هيفاء وهبى، ولم يترك خالد سؤالا إلا وأجاب عليه، واستعان بآيات من القرآن تدعيما لرأيه، ووصف من يشعر بالإثارة الجنسية فى أفلامه بالشخص غير السوى نفسيا، وقد قابل الحضور كلماته بالتصفيق المشجع أحيانا، والساخر أحيانا أخرى. وللأسف، لم تحقق الأفلام المصرية القصيرة المشاركة فى المسابقة أى تواجد إيجابى خاصة مع غياب مخرجيها. وتعتبر هذه الدورة من المهرجان ناجحة رغم بعض السلبيات البسيطة فى مواعيد الحافلات من وإلى قاعات العروض.