كشر المنتخب الإيفواري عن أنيابه ولقن نظيره التونسي درسا قاسيا بالتغلب عليه بثلاثة أهداف نظيفة، السبت، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة «مجموعة الموت» في الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين المقامة حاليا في جنوب أفريقيا. وأصبح المنتخب الإيفواري هو الوحيد الذي حقق الفوز في أول مباراتين له بالبطولة ليرفع رصيده إلى ست نقاط لينفرد بصدارة المجموعة بفارق ثلاث نقاط أمام نظيره التونسي. ورغم الفوز الثاني، لم يضمن «الأفيال» التأهل رسميا إلى دور الثمانية انتظارا للمباراة الثانية في المجموعة، السبت، بين منتخبي الجزائر وتوجو وقد ينتظر أيضا للجولة الثالثة من مباريات المجموعة، التي يلتقي فيها المنتخب الجزائري ويلتقي المنتخب التونسي «نسور قرطاج» نظيره التوجولي. ولم يتأهل الأفيال رسميا في ظل اعتماد لائحة التأهل على نتيجة المواجهات المباشرة في حالة تساوي فريقين أو أكثر في رصيد النقاط وإن كانت فرصة رفاق دروجبا هي الأفضل من الناحية المنطقية نظرا لفارق الأهداف الكبير الذي يتفوق به على باقي منافسيه في المجموعة. وسجل جيرفينهو الهدف الأول للمباراة في الدقيقة 21 ليكون الثاني له في البطولة بعدما أحرز هدف الفوز «2 /1» لفريقه على توجو في الجولة الأولى من مباريات المجموعة. وأعلن يايا توريه، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، عن وجوده في وقت متأخر من المباراة عندما قضى على آمال «نسور قرطاج» في التعادل بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 87. وضاعف ديدييه ياكونان من محنة النسور بتسجيل الهدف الثالث للأفيال في الدقيقة 90. وبدأت المباراة بمحاولات هجومية من الفريقين لم يكتب لها النجاح حيث فقدت الدقة المطلوبة في نهايتها. وانطلق سالومون كالو من الناحية اليمنى ومرر الكرة عرضية في اتجاه زميله المهاجم جيرفينهو في الدقيقة الثالثة ولكن جيرفينهو فشل في استغلال الفرصة. ورد المنتخب التونسي بهجمة سريعة في الدقيقة الخامسة ولكنها انتهت بتسديدة من فخر الدين يوسف إلى خارج الملعب. وسدد اللاعب الإيفواري كوفي ندري روماريك كرة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة السادسة ولكن الحارس التونسي معز بن شريفية أمسكها بثبات. وهدأ إيقاع اللعب في الدقائق التالية ولكن المنتخب الإيفواري كان الأفضل انتشارا في الملعب وكان الأكثر بحثا عن فرص للتسجيل، بينما تألق الدفاع التونسي في إفساد هذه المحاولات. وشن الأفيال هجمة أخرى سريعة في الدقيقة 14 تبادل فيها لاسينا تراوري الكرة مع كالو قبل أن يخترق الأخير منطقة الجزاء ويحاول التسديد ولكن الحارس التونسي أغلق عليه الزاوية لترتطم به الكرة وتخرج إلى ركنية لعبها روماريك وقابلها تراوري بضربة رأس ولكن الكرة ذهبت عاليا. وشهدت الدقيقة 18 فرصة تسجيل الهدف الإيفواري الأول إثر تمريرة عالية من ناحية اليمين وصلت على رأس تراوري الذي هيأها لزميله كالو المندفع في وسط منطقة الجزاء ليسددها صاروخية ولكن الكرة علت العارضة. وكثف المنتخب الإيفواري من هجومه في الدقائق التالية وسنحت له فرصة ثمينة عقب تمريرة من شيخ إسماعيل تيوتي إلى تراوري الذي سدد من مسافة قريبة داخل منطقة الجزاء ولكن شريفية تألق وتصدى للكرة لتتهيأ مجددا أمام تراوري الذي حاول تسديدها مجددا ولكنها خرجت إلى ضربة ركنية. وأسفرت الضربة الركنية عن هجمة جديدة للأفيال عندما خطف جيرفينهو الكرة من مجدي تراوري داخل منطقة الجزاء وتبادلها مع تراوري قبل أن يسددها جيرفينهو إلى داخل المرمى لحظة تقدم الحارس للتصدي له ليحرز بذلك هدف التقدم للأفيال في الدقيقة 21. وكاد المنتخب الإيفواري يسجل هدفه الثاني في الدقيقة 24 عقب هجمة وتمريرة من كالو من الناحية اليمنى ولكن الحارس التونسي أمسك الكرة بصعوبة. واضطر بن شريفية للتقدم داخل منطقة الجزاء في الدقيقة التالية ليمسك بالكرة من أمام كالو الذي انطلق بالكرة إلى داخل المنطقة في حراسة المدافع التونسي خليل شمام. في المقابل، اضطر الحارس الإيفواري بوبكر باري للتدخل مرتين لالتقاط الكرة من أمام لاعبي تونس داخل منطقة الجزاء إثر هجمتين مرتدتين لنسور قرطاج. وكانت الفرصة الثانية هي الأخطر في الدقيقة 27 حيث كان شمام في طريقه لتسديد الكرة من على بعد خطوات قليلة ولكن باري أمسكها لينقذ فريقه من هدف التعادل. وافتقدت المحاولات التالية للمنتخب التونسي الدقة والجدية المطلوبة ولذلك لم تسفر عن هدف التعادل. وانطلق المهاجم التونسي بالكرة في الناحية اليمنى ومررها عرضية نموذجية ولكن تيوتي أخرجها إلى ضربة ركنية قبل يوسف المساكني المتحفز على بعد خطوات من المرمى. وأهدر المساكني فرصة تونسية جديدة في الدقيقة 38 عندما اخترق منطقة الجزاء الإيفوارية بمهارة فائقة ولكنه فضل التمرير على التسديد ليتدخل الدفاع الإيفواري ويبعد الكرة. وفي المقابل، أهدر كالو فرصة ثمينة للأفيال في الدقيقة 41 عندما تباطأ في التسديد بعد هجمة مرتدة سريعة. وطالب لاعبو كوت ديفوار بضربة جزاء في الدقيقة 44 إثر لمسة يد على شمام داخل منطقة الجزاء ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب بدعوى أنها ليست لمسة متعمدة. وأنهى الأفيال الشوط الأول بهجمة سريعة من ناحية اليمين أنهاها إيمانويل إيبوي بتسديدة قوية مرت خارج المرمى. وبدأ نسور قرطاج الشوط الثاني بضغط هجومي مكثف كاد يسفر عن هدف التعادل في الدقيقة 49 بعد تمريرة من المساكني وتسديدة من خليفة ولكن الكرة مرت خارج المرمى. وافتقدت هجمات تونس التالية الفعالية المطلوبة بينما شكلت الهجمات المرتدة السريعة للأفيال بعض الخطورة وسجل كالو من إحداها هدفا في الدقيقة 56 ألغاه الحكم بدعوى تسلل جيرفينهو الذي مرر إليه الكرة. وحاول المساكني تجربة التسديد من مسافة بعيدة في الدقيقة 64 ولكن الكرة ارتطمت بأحد المدافعين وخرجت لضربة ركنية لم تسفر عن شيء. وارتدت الهجمة في الدقيقة التالية لتشكل خطورة كبيرة على المرمى التونسي ولكن التمريرة الأخيرة افتقدت الدقة ليتدخل الدفاع التونسي ويبعد الكرة. وبعدها بثوان قليلة، اضطر بن شريفية للتقدم كثيرا داخل منطقة الجزاء لالتقاط الكرة من أمام لاسينا تراوري. ودفع الفرنسي صبري لموشي، المدير الفني للمنتخب الإيفواري، بمهاجمه المخضرم ديدييه دروجبا في الدقيقة 68 على حساب تراوري نفسه. وفي الدقيقة التالية مباشرة، كاد دروجبا يسجل الهدف الثاني للأفيال إثر هجمة سريعة وتمريرة عرضية من ناحية اليمين لتصل إليه الكرة أمام المرمى ولكنه فشل في السيطرة عليها تحت ضغط من أيمن عبدالنور، مدافع تونس. ورد أسامة الدراجي بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 70 أمسكها باري بمهارة. ونجح عبدالنور والشمام في إبعاد الكرة من أمام دروجبا في الوقت المناسب إثر هجمة إيفوارية سريعة في الدقيقة 72. ونال تيوتي إنذارا في الدقيقة 73 للخشونة مع المساكني. وانشقت الأرض عن المدافع الإيفواري سليمان بامبا ليتصدى لتسديدة التونسي البديل حمدي الحرباوي في الدقيقة 74 لتضيع فرصة أخرى خطيرة للنسور. وأهدر صابر خليفة فرصة ذهبية لتسجيل هدف التعادل إثر هجمة منظمة لنسور قرطاج في الدقيقة 84 لعب على أثرها مجدي تراوي تمريرة عرضية من ناحية اليمين وصلت إلى خليفة الخالي من الرقابة على بعد خطوات من المرمى ولكنه لعبها ضعيفة في يد الحارس الإيفواري. وبينما كثف النسور من هجومهم بحثا عن هدف التعادل، فوجئ الفريق بالهدف الثاني في شباكه عندما وصلت الكرة ليايا توريه خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 87 فهيأها لنفسه وسددها قوية في الزاوية البعيدة إلى داخل المرمى على يسار بن شريفية. وبهجمة مشابهة اخترق جيرفينهو الدفاع التونسي ومنطقة الجزاء من ناحية اليسار ومررها لزميله البديل ديدييه ياكونان الذي لعبها بهدوء إلى داخل المرمى على يسار الحارس التونسي في الدقيقة 90 لينتهي اللقاء بعد ذلك بالفوز الكبير للأفيال الذين أكدوا أنهم أقوى المرشحين للفوز بلقب البطولة الحالية.
