استيقظت صباح الأربعاء الماضى على اتصال هاتفى من السيد أمين أباظة، وزير الزراعة، أخبرنى خلاله أنه قرأ مقالى المنشور فى اليوم ذاته عن القرار الذى أصدرته الحكومة بمنع سير سيارات النقل على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى خلال يومى الخميس والجمعة من كل أسبوع فى فصل الصيف. وتفضل الوزير بتصحيح معلومة وردت فيما كتبته الأسبوع الماضى عن أن القرار أصدره وزير النقل والمواصلات، قائلاً إن القرار أصدرته وزارة الداخلية للحد من الحوادث المتكررة على هذا الطريق خلال فصل الصيف، وأكد السيد أمين أباظة أنه بحث الموضوع مع اللواء شريف جمعة مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة، واتفقا على إعادة النظر فى القرار، بحيث لا يتم منع سير سيارات النقل المحملة بالحاصلات الزراعية أو المواد الغذائية الطازجة مثل الألبان التى لا تحتمل الانتظار يومى الخميس والجمعة، وأن المنع سيقتصر فقط على سيارات النقل المحملة بمواد البناء أو بأى مواد أخرى تحتمل الانتظار. فى اليومين التاليين - الخميس والجمعة - حرصت على متابعة الأمر فإذا بى أكتشف أن كل سيارات النقل مازالت ممنوعة من السير على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى يومى الخميس والجمعة، ثم إذا بى أمام مهزلة إضافية هى استمرار المنع من السير أيام السبت أيضاً من كل أسبوع، وقد رأيت بنفسى عشرات سيارات النقل المحملة بالفاكهة والخضراوات مكدسة فى صفوف على جانبى الطريق، أوقفها ضباط المرور وسحبوا الرخص من سائقيها وتحصلوا منهم على غرامات باهظة، إضافة لتعريض ما يحملونه من محاصيل للتلف. ومساء السبت الماضى أدهشنى السيد محمد منصور، وزير النقل والمواصلات، وهو يقول للإعلامى محمود سعد فى برنامج «البيت بيتك» إن «قرار منع سير سيارات النقل على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى صادر عن هيئة المرور وليس من وزارة النقل»، ثم أكد منصور أن هذا القرار صائب لأن هناك 600 ألف سيارة تسير على هذا الطريق خلال أيام العطلات، ووجود سيارات النقل يزيد من إمكانية وقوع الحوادث. وبسؤال وزير النقل عن الخسائر التى يتعرض لها المزارعون بسبب هذا القرار تفضل بأعجب إجابة يمكن أن يدلى بها مسؤول فى قضية على هذا القدر من الأهمية.. حيث قال: «يمكن السماح بسير السيارات التى تنقل المنتجات الزراعية حتى لا تتعرض للتلف». وهى إجابة يمكن أن يتفضل بها أى مواطن يدلى برأيه فى القضية، ولكن أن يقترحها وزير مسؤول علينا، ثم يترك لنا مهمة البحث عن مسؤول آخر يتفضل بتحويل الاقتراح إلى قرار.. فتلك متاهة لن نغادرها قبل تدمير نصف الإنتاج الزراعى فى فصل الصيف وتعريضه للتلف وتكبيد المزارعين خسائر باهظة، يبدو أنها لا تمثل شيئاً لوزراء هذه الحكومة، التى لا يشغلها إلا توفير أقصى سبل الراحة والاستمتاع للفئة المترفة الأكثر استخداماً لهذا الطريق فى فصل الصيف. والحال كذلك.. لا أملك غير التأكيد على عدد من التعليقات التى وصلتنى من القراء على مقالى السابق.. وكلها تتلخص فى قول واحد: حسبنا الله ونعم الوكيل. [email protected]