كشف رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطرى، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى أن المملكة العربية السعودية توسطت فى عقد لقاء فى الرياض بينه وبين الوزير عمر سليمان، وبحضور وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل، وقال فى حوار لقناة «الجزيرة» إن الطرفين بحثا «كل شىء» فى الاجتماع لكنهما لم يتفقا على شىء. ونفى حمد وجود قطيعة بين مصر وقطر، وألقى بمسؤولية التوتر بين البلدين على تعامل بعض المسؤولين المصريين بمنطق «من ليس معى فهو ضدى»، واتهم بعض المسؤولين الأمريكيين بالسعى لتصدير «فشلهم فى الحكومة» من خلال إظهار «حساسية غير مفهومة» من قطر وكل مبادراتها، قائلا إنه لا يستطيع تحديد الخطوات المقبلة للتقريب بين البلدين، وأضاف أن حل الخلافات بينهما قد يتم «غدا أو بعد 10 سنوات»، معبرا عن استعداد بلاده لحل الخلاف مع مصر «على أساس المصلحة العربية» وفى إطار الاحترام المتبادل. وردا على بعض التقارير والتصريحات التى تتهم قطر بالسعى للتشويش على مصر وتحجيم دورها على الساحة السياسية العربية، قال رئيس الوزراء: «مصر لها دور كبير ومن الضرورى أن تضطلع به» وأضاف: «لا نريد أن نشاكس أحدا ولا أن ننافس أحدا، ولكن لنا وجهة نظر لن يصادرها منا أحد»، نافيا أى علاقة للدوحة بخلية حزب الله فى مصر أو بانقلاب حماس فى غزة. ورفضت وزارة الخارجية التعليق على تصريحات حمد بن جاسم واكتفى مصدر دبلوماسى بالقول: « نتمنى أن تعود العلاقات طيبة مع قطر». ووصف الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية السابق، اجتماع حمد وسليمان بأنه استمرار لجهود المصالحة التى ترعاها السعودية منذ قمة الرياض، وقال إنه ليست هناك قطيعة مصرية - قطرية ولكن هناك توتراً على خلفية اختلاف رؤى البلدين حول الكثير من الملفات على الساحتين العربية والإقليمية. وألقى «الأشعل» بالمسؤولية عن توتر العلاقات المصرية - القطرية على الحساسية المفرطة التى تبديها القاهرة تجاه الدوحة لتمكن الأخيرة من تفعيل ما تمتلكه من أدوات قوة ضئيلة واستخدامها بشكل مثالى. وأضاف «الأشعل» أن قطر ليست جزءا من المحور الإيرانى فى المنطقة كما يعتقد الكثيرون فى مصر، لافتا إلى أن للدوحة الكثير من المواقف التى تقترب من المحور الإيرانى وأخرى من الأمريكى وثالثة تقترب من كليهما بدرجات متفاوتة.