مشاهدة الفيلم بالنسبة لبعضهم «تسلية» تستلزم عبوة فيشار أو «كانز» مياه غازية.. وربما ساندويتش «تيك أواى» ل«تحبيش» استراحة الساعتين التى يقضونها داخل قاعة العرض خلال جولاتهم للتسوق بين أسواق الملابس والأحذية، وهوس الفرجة على أحدث الصيحات فى المول، والتكدس فى محال ب«2.5».. ما دفع كثيراً من النقاد وصناع السينما إلى إعطاء الأفلام المعروضة فى المولات التجارية مصطلح «سينما الفيشار» كتعبير عن «سينما المولات»، أو الأفلام التى تعرض داخل المولات التجارية المكونة من عدد من الأدوار المكتظة بالرواد والمحال الاستهلاكية أو الأنتيكات والسلع الأرستقراطية، وأبرز هذه المولات «سيتى ستارز» الذى يضم 15 قاعة عرض والذى يعد واحداً من أضخم المولات فى منطقة الشرق الأوسط، وليس فى مصر وحدها، وقد تكلف إنشاؤه 750 مليون جنيه. ورغم الانتقادات التى طالت سينما المولات بتسطيح المتفرج وأن جمهورها يتلقى الشريط السينمائى كما يتلقى حبات الفيشار دون اكتراث بمضمون العمل أو الاندماج والتركيز معه، بل دون تذكر ما شاهده، وأن ذلك كان وراء تدنى الذوق العام وظهور الأفلام بلا رسالة ولا هدف، فقد وصل سعر التذكرة فى بعض القاعات فى سينما «جولدن سيتى ستارز» وتحديداً قاعة «Vip» على سبيل المثال إلى مائة جنيه، وتعد الأعلى لمثل هذه النوعية من السينمات.. إلا أن وجود المولات فى مصر شكل علامة فارقة فى زيادة دور العرض والشاشات السينمائية، وأيضاً تنوع الأفلام المعروضة وإتاحة الفرصة للأفلام الأجنبية الوافدة، إضافة إلى توفير قدر من الارتياح لدى الجمهور، فهذا التنوع يجعل لديه القدرة على الاختيار بين الأفلام المعروضة، وليس الاضطرار إلى مشاهدة الفيلم الوحيد المعروض كما فى بعض السينمات الأخرى، خاصة أن غالبية جمهور سينما المولات من العائلات والشباب، والفئة الأخيرة تشكل قطاعاً عريضاً أصبح هو الجمهور الأساسى للسينما فى مصر، إضافة إلى توفير ظروف ملائمة لمشاهدة الفيلم، حيث تجهيزات دور العرض أفضل من كثير من السينمات السابقة على إنشاء هذه السينمات. وقد ازداد عدد المولات فى مصر بشكل جعل بداخل كل مول عدداً من قاعات العرض، ما ساهم فى زيادة عدد الشاشات السينمائية فى مصر، ومن أبرز سينما المولات فى مصر حالياً «كايرو مول» بالهرم، وفاميلى لاند ووندر لاند بالقاهرة، وسموحة زهران مول وسان ستيفانو مول بالإسكندرية.