توقع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، حصول التيار الإسلامي على ثلث مقاعد البرلمان المقبل أو أكثر قليلا، مؤكدا أن ذلك يتوقف على «مدى قدرتنا مع أحزاب المعارضة المختلفة على تقديم بدائل حقيقية للشعب المصري». وأضاف «أبو الفتوح»، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، الثلاثاء، أن «مشروع (مصر القوية) ينتسب للتيار الإسلامي الوسطي والوطني، ونسعى في الحزب لتقديم نموذج سياسى قائم على المعارضة الوطنية البناءة دون استقطاب، وسنسعى للمشاركة السياسية الفعالة في الانتخابات البرلمانية والمحلية والرئاسية». وتابع أنه لم يعرض عليه أي منصب من الرئيس محمد مرسي، لا في الفريق الرئاسي ولا في غيره، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يدري شيئا عن «طريقة توزيع المناصب حول الرئيس». واستطرد المرشح الرئاسي السابق قائلا: «قرارات الرئيس حتى الآن ما زالت مهتزة وانفرادية وغير شفافة، والرئيس لا بد أن يكون أكثر قوة في إطار سلطته التنفيذية، ولابد أن يستمع جيدا لمستشاريه ولمعارضيه، وأن يصارح شعبه بما يفعل وما يقدم عليه، وكل هذا للأسف لم يحدث، مما يعرض الرئيس للفشل في أداء مهمته التي نتمنى له أن ينجح فيها حتى تخرج مصر من عثرتها». أما عن علاقة الرئيس بجماعة الإخوان المسلمين، فأوضح أنها «لا بد أن تكون في إطار من الشفافية والوضوح، فحزبهم هو حزب ينتمي إليه الرئيس، لكن الرئيس صار حاكما لمصر كلها، وبالتالي عليه أن يستشير حزبه كما يستشير باقي الأحزاب، شريطة أن يتم ذلك في شفافية مطلقة ووفقا للمصلحة الوطنية وليس للمصلحة الحزبية». وحول موقفه من جماعة الإخوان المسلمين قال: «لا يوجد انقلاب في مواقفي نحو الإخوان، فمواقفي قبل الثورة هي مواقفي نفسها أثناء الثورة وفي ظلها، واختلافي مع الإخوان واضح منذ زمن حتى في ظل وجودي بينهم»، مشددا على أن «هناك معلومات كثيرة تتردد عن التواصل بين الجماعة والولايات المتحدة، ولو صحت هذه المعلومات فهي أمر شديد الخطورة، لأن الإدارة الأمريكية لا تخاطبها إلا الإدارة المصرية، وعلى الإدارة المصرية أن تؤكد قولا وفعلا استقلال القرار الوطني المصري، وأن لا تخضع للنفوذ والهيمنة الأمريكية مهما كانت التضحيات». وأوضح «أبو الفتوح»، أن الحركات الإسلامية كانت الأكثر تنظيمًا والأكثر قدرة على التواصل الشعبي بحكم تاريخها الطويل وتمددها الجغرافي، لذا فقد كان طبيعيا أن تفوز في الانتخابات البرلمانية، وأن تشكل الحكومات التالية للثورة، لكنه أكد أن «تسرع بعض هذه الحركات في الانفراد بالسلطة بعد الثورات مباشرة في ظل عدم جاهزيتها وقلة خبرتها ستكون له عواقب وخيمة عليها وعلى مستقبلها، كما سيكون له أثر كبير على شعبيتها خلال الفترة المقبلة».